ليلة أخفق الظن

10 أكتوبر  .   3 دقائق قراءة  .    693



بقلم : عبدالله البنين

  • طلبت إليه السيدة " أسماءَ" أن يمنح صديقتها " غادة " لحظةً من وقتهِ الثمين. فلدى صديقتها غادة مشكلةٍ خاصةٍ، وبحاجةٍ ماسةٍ لمن يستمع إليها. وترجو أن تجدَ حَلا ناجعاً لتلك المشكلة لتأخذ برأي السيد" وليد " في حَل تلكَ المشكلةِ . 
  • وافقها علىَ طلبها، وحدد مَوعدا لاتصالها به. على أن يكون ليلةَ يوم راحتهِ الأسبوعية.

 - نقلت إليها صديقتها أسماء خبرَ موافقته، ومَوعد ووقتِ الاتصال المحدد بالضبط. ليهيئ نفسه تماما لتلقي اتصالها به، للاستماع إليها، وهي تحدثه بتلكَ المشكلةِ.   

- كانتْ تعلم غادة منْ صديقتها أسماء عن مِهنته، وأنه مديراً لقسم التّحريرِ في دار الصّحيفة التي كانت تصدر يَومياً في البلدِ التي يعيش فيه . 

- ليلة المَوعدِ المحددَ وقبل الاتصالِ، جَلسَ في حُجرةِ مكتبهِ الخاص كعادتهِ في كلّ مساءَ، أمسكَ بصحيفته اليومية وصحفٍ أخرىَ لتصفح ومراجعةِ بعضَ مواد مَا وَردَ فيها من أخبار.

  • رنّ الهاتف، التقط السيد وليد السماعةَ علىَ الفور.
  • أستاذ " وليد " ؟ 
  • نعم أنا وليد أسمعكِ ..
  • السلام عليكم ..
  • وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاته ..
  • هل حدثتكَ صديقتي السيدة " أسماء " بأنني طلبتُ إليها لتحديد موعدا للاتصالَ بكْ ..
  • نعم حدثتني بذلك، وقالتْ أنّ لديكِ مشكلةٍ خاصةٍ ، تفضلي ما المشكلة ..
  • أستاذ وليد أنا مخطوبةَ من قِبلِ شخصٍ لا أحبهُ .. وأريدُ التخلصَ منه قبلَ أنْ أتزوجه.
  • هل يعلم خطيبكِ أنكِ لا تحبينه، وترغبينَ فيْ مفارقتهِ .
  • لا . لا يعلم بذلكَ، لكنها رغبةَ أهلي، وأنا لا أريدُه وتلكَ الرغبةَ . 
  • هل أنتِ مرتبطةٌ عاطفياً بشخصٍ آخر.
  • نعم يا سيديْ .. 
  • هل في خطيبكِ ما يعيبهُ .
  • كان متزوجاً من اِمرأةٌ أخرىَ فطلقها، ولديه طفلين مِنها. وأخشىَ أنْ يكونَ سبب طلاقها منه، هو سوءْ معاملةٍ معها، أو بسببِ أخلاقهِ، أو بشيء آخرَ لا أعرفه عنْ حياتهِ. ناهيكَ عنْ أمرٍ آخرَ وقدْ حدثتك به، وهو أننيْ مرتبطةٌ عاطفياً بشخصٍ آخر.
  • عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم
  • صحيح لكنني كما حدثتكَ لا أريدْ هذا الشخصْ . 
  • هل تعرفينَ كل شيء عن الشّخصِ الأخر الذي تحبينه .
  • نعم ، عرفتُ كل شيء عنه. من خلال حديثه اليومي معي على الهاتف. لكنني لم أقابله .
  • ما هي المدة الزمنية التي تربطكِ بمعرفتهِ. 
  • شهران فقط ..
  • هل تظنين أنها مُدة زمنية كافية للمعرفة، وللثقة المتبادلة وللارتباطِ العاطفي بينكما. 
  •  نعم ، يا سيدي ..
  • كم عُمريكما ؟
  • أنا ثلاثةَ وعشرين ! وهو لا أدري بالضبط ، لكن فيما يبد أنّ الفارقَ بيننا ليس كبير.
  • ما هو حلمك في هذه الحياة ؟
  • أن أعيشَ سعيدةً، وبكل رضاً وجمالٍ، وأنْ لا ينقصني شيئا مما أتمناه في هذهِ الحياة. 
  • وهل يُهمكِ رأيي سيدتي، بكلِ صدق صراحةٍ !
  • نعم ، يا سيدي .. ليتْ ..
  • لكنّ رأي قد لا يروقكِ أو يعجبكِ !
  • سأستمعُ إلى رَائيكَ ، ثم أنظرُ في أمريْ . 
  • رأيي يا سيدتي أنْ تتحدثي معَ خطيبكِ بكلِ صراحةٍ .
  • هل أخبرهُ أنني أحب شخصا أخر ومرتبطةٌ به عاطفيا. 
  • لا. أنا لم أقل لك ذلك، وليس رأيي طبعا، أنا قصدتُ أنْ تتحدثي معَ خطيبكِ وأن تصغي إليه جيدا، وأن تمنيحه وقتا للتحدث مَعكِ أكثر، لمعرفةِ أخلاقهِ، وكل شيءٍ كانَ متعلقا بحياتهِ. كما أعطيتِ ذاك الشّخصَ المجهول وَقتا طويلا مِن أوقاتكِ. بمعنى يا سيدتي الجميلةَ أن تفتحي قلبكِ وعقلكِ، وليس أذنيكِ. فإن الآذانَ دوما مفتوحةِ. ورغم ذلكَ هناك من الأمور ما لا يَسمعها القلب والعقل. لا تتسرعي في أخذ القرار، فكري جيداً، أتمنى لكِ التوفيق.
  • بعد مرور سنةٍ من الزمنِ،  تزوجتِ السيدة غادة منْ شخصٍ ثالثٍ لا تعرفه .
  2
  3
 1
مواضيع مشابهة

25 ديسمبر  .  5 دقائق قراءة

  1
  2
 0

10 يوليو  .  3 دقائق قراءة

  3
  7
 0

09 ديسمبر  .  0 دقيقة قراءة

  0
  0
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
لينا شباني
11 أكتوبر
نهاية منطقية وحكيمة جداً. أقصوصة شيقة.
  0
  0