14 أكتوبر . 4 دقائق قراءة . 763
لَا أظن أنْ أحدا مِمَّنْ خُلُق اللهُ ، يُحَبِّذَ اللُّجُوءَ الى فَعِلَّ الْاِنْتِقَامِ إلا مَنْ ظُلَمٌ. لَكُنَّ يمكن القول أيضا انه تَوَجُّدُ
لَدَى غَيْرَ ممَنْ ظَلِمَ مِنَ الْبُشْرِ ،نزعةُ الظُّلَمِ ورغبة الانتقام مَنّ غَيْرِ سَبَبِ وَاضِحِ أحيانا، للانتقام
وَالْغَيْرَةَ وَالْحُسَّدَ دَافِعِينَ قُوَيَيْنِ لِلْاِنْتِقَامِ ومع ذلك النفس المعتلة، وَهِيَ حالات اِعْتِدَاءٍ لَا مُبَرِّرٌ لَهُ وَغَالِبًا مَا يَحْدُثُ هَذَا الْفُعُلَ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْغَنِيَّةِ وَبين طَبَقَاتِ الْبُرْجُوَازيَّةِ التي يَحْكُمُهَا الصِّراعُ وَالْمُنَافَسَةُ الطَّبَقِيَّةُ فِي الْحَيَاةِ ، للمنفعة الذاتية ،او للتبوء بِالْمناصبِ الْعُلْيَا والقيادية فِي الْمُجْتَمَعِ. وَهَذَا نُمِّطَ مِنَ أنماط الْاِنْتِقَامَ الْخَفِيَّ، ; كذَلِكَ تَعْمَلَ الْمُنَظِّمَاتُ الَّتِي لَهَا نَظِرَةُ أحادية خَاصَّةَ تَتَبَايَنُ فيها عَنْ حياة النُّظُمِ الْعَامَّةِ الْمُجْتَمَعَةِ المتآلفة عَلَى اِنْسَاقَ الْمَبَادِئُ والأعراف وَالْقِيَم , تِلْكَ الْمُنَظِّمَاتِ الأحادية تَهْدِفُ الى التَّبَرُّؤَ مِنَ اِنْسَاقَ الْقِيَمُ وَتَنْتَهِجُ باطنا وظَاهِرَا فكرة الانتقام لَيْسَ مِنَ احدٍ ما بعينه ، بَل
لكُلُّ مَنْ يَقِفُ فِي طَرِيقِهَا من المجتمع إفرادا كانوا أو جماعات بقصد أو بغيرهِ .
عَلَى الْمُسْتَوَى الشَّخْصِيِّ فَإِنْ الْمَرْأَةُ لَا يَمُّكُنَّ الْاِسْتِهَانَةِ بها وفيمَا يمكن أن تَقَوُّمٌ بِهِ او تُشَرِّعُ التَّسَبُّبِ بفي الْقِيَامِ به وَالتَّصَرُّفِ ،
بالرَغَمَ مما يُقالُ عنها وما يعتقد ، بأنها الْكَائِنَ الْهَادِئَ الرزينْ ، بَيْدَ اِنْهَ لَا يُصِحُّ أن يَنْسُبَ إليها أنها الكَائِنُ الضَعِيف قِيَاسَا بِالرَّجُلِ مِنْ نَاحِيَة الْقُوَّةِ الْجَسَدِيَّةِ وَالْقَوَّامَةِ الْمُتمكنة في الحياة، لَانَ الرَّجُلُ وان بَدَا قَوِيًّا فَإِنْ لَدَيهُ فِي ذاته أيضا قُوَّة الْمُرَاجَعَةِ وَالسَّيْطَرَةِ بِشَكْلِ اِكْبَرْ لِلتَّرَوِّي وَالتَّوَخِّيِّ وَالْحَذَرِ وَتَنْفِيذِ اِلانْتِقَام بِطَرِيقَةِ أحادية وَقْتَ الْعَزْمِ وغَالِبَا ما يكون ذلك بِاِنْفِرَادِ مَحْضِ ، اذا مَا عُدَّتْ الْمَسْأَلَةُ شَخْصِيَّة تماما وجَانَبَ فَرْدِيَّ من المشكلة ، وَسُبِّبَ ذَلِكَ نَاجِمٌ عَنْ قَنَاعَة شَخْصِيَّة وذاتيةٌ اِنْهَ الْقَادِرَ الْوَحِيدَ عَلَى تَنْفِيذ اِنْتِقَامِهِ بِكَفَاءةِ عَالِيَةٍ لَا يَمُّكُنَّ لِغَيْرِهِ الْقِيَامِ بِتِلْكَ الجهوزية ، ثُمَّ نَظَرَا لِلظَّنِّ الْغَالِبِ فِي الأمر
عَلَى أن ذَلِكَ يَمَسَّ الْكَرَامَةُ الشخصية ، فَالْمَسْأَلَة تَحْتِمُ عَلَيهِ إنهاء الْمُسالَةَ بِطَرِيقَةِ الثأر و الانتقامية وتصفيه نهائيةٍ تَامَّةُ لِلْخُصُومِ باستخدام القوة الناعمةِ أو القوة الضاغطة أو القوة المفرطةِ فالأمر سيان ، أمر لا ينتهِ ..
كَذَلِكَ الأمر للمرأة وَهُوَ أمر غَيْرَ مَنْقُوص مَنْ حيثيات بَعْضُ تِلْكَ الأفعال والصِّفَاتِ، فَهِي أيضا لَيْسَتْ كَائِنُ نَاقِص او ضَعِيفٌ كما يعتقد
. إنما لكونْ الْمَرْأَةُ لَدَيهَا زَخَم عَاطِفِي عَظِيمَ تَسْتَمِيلُ وتسترِّقُ بِهِ قُلُوبَ
كَثِيرا مِمَّنْ حَوْلهَا وَخَاصَّةَ الرُّجَّالِ ، فَلَا يَعُدَّ ذاكْ الزَّخَمُ الْعَاطِفِيُّ الرحيمُ لَدَيهَا الْمُتَمَثِّلَ فِي الحساسية وَ الليونة وَالعُذُوبَة ضِعْفَا ، كَمَا يَتَصَوَّرَهُ الْبَعْضُ بَلْ يكون في بعض الأحيان، أداة حادةٌ ، وقُوَّةُ قاتلةٌ في كَثِيرِ مِنَ الأمور، يَسْتَشْعِرُهَا المتبصر ألمتأن، ويحترق
بجمر تِلْكَ الْعَاطِفَةَ مِنْ لَا يَسْتَشْعِرُ الأمور بِذُكَاءِ وَتَرَوِّي ، فمثلما تُكَوَّنُ الْقُوَّةُ لَدَيهَا فِي حَالَةِ الْحَبِّ، وفِي الْمُقَابِلِ فإنْ لَدَيهَا قُوَّة مُغَايَرَةِ مُعَاكَسَةِ سَاعَةِ الرَّغْبَةِ فِي الثأر والْاِنْتِقَامِ. وَرَغَمَ ذَلِكَ يمكن القول أن لدى المرأةُ قدرةٌ فائقة عَلَى تَوْظِيف جيوشا للحربِ مِنَ اُجْلُ الثأر الْاِنْتِقَام والنصر في مَيَدان الْمَعْرَكَةِ، بطرائق سلسةٍ ، شَرِيطَة ان تَبْقَى هي فِي مَنْأًى عَنْ نقمة الحربْ، لِلنّجَاةِ مِنَ اُقْلُ أو أعظم خُطِرَ قَدْ يَلُمُّ بِهَا وَبِحَيَّاتِهَا. وان كان الثَّمَن
ثُلَّة من النِّساءِ أو قلة او كُل َّالرُّجَّالِ، بِالضَّبْطِ كَمَا فْعَلَت سَيِّدَاتُ في مجال وميدان الحرب والسِّيَاسَةِ عبر التأريخ ، كحَرِبَ البسوس وَحرب الْمَلِكَةَ زنوبيا وَحرب الْمَلِكَةَ تيهيا وَسِيَاسَةَ الأرض الْمَحْرُوقَةَ وغيرهن من النساءْ .
لَيْسَتْ الْفِكْرَةُ مِنَ اُجْل وَضُعَ تَصَوُّرَ ، مَنْ يَكْوُنَّ اُشْدُ اِنْتِقَامًا إنْ كَانَ الرَّجُالُ او النساء ، فَكَلَ يَنْتَقِمَ على حَسْبُ طريقته وتَّفْكِيرِه وَظُّروفِه وَتَّوْقِيتِه وَتَّخْطِيطِ ومدة زمنْ التَّنْفِيذِ . الْاِنْتِقَامِ مَشْرُوع جُهُوزِيَّ تعبويْ ضمني حسبْ نوع الغرض . والله اعلم بمن خلق .