07 ديسمبر . 4 دقائق قراءة . 1148
تقع الرواية في 318 صفحة، وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر عام 2019.
تربط الكاتبة الواقع المزري لبطل الرواية باسطورة جلجامش، وبها اقتباسات لأقوال بعض شخصيات الأسطورة جاءت على لسان شخصيات الرواية،
فهل ترى الكاتبة أن هناك تطابق بين الواقع والأسطورة! وهل النهايات الماساوية لأبطال الرواية هو مايربطها بالأسطورة؟
عن الرواية:
الرواية تأخذ القارئ عبر صفحاتها في سرد طويل لمشاعر النبذ الاجتماعي والنقص الذي عانى منها بطل الرواية.
بطل الرواية المثقف المحب للكتب والذي انفصل عن الواقع الذي يعيشه. اصبحت ثقافته وقراءاته مصدر للبؤس والشقاء في مجتمع وأسرة لا مكان للكتب فيها.
وكأن الثقافة تخلق شرخا عميقا بين المثقف والواقع الذي يعيشه.
الكتب ملأت رأسه بالاسئلة الوجودية الكبرى والمحيرة في مجتمع تقليدي لا يؤمن بالتغيير. بطل الرواية يعاني من قسوة الظروف وقسوة الأب في المقام الأول،
فتتعذب روحه لأنه لا يستطيع أن يكون مثل "بقية خلق الله"، كما يردد والده دائما. فهو يرفض أن يعيش حياة البقية باستسلام دون البحث عن إجابات لتلك التساؤلات.
تعذبه التساؤلات وتنهش روحه...
كما تعذبه التناقضات في الواقع وهويرى حجم تناقض والده الذي يصلي ويصوم ويذكر الله باستمرار، لكنه لا يتورع عن الاحتيال والسرقة..
الرواية تلخص ألم وشقاء من يخرج عن المألوف ويرفض أن يكون نسخة مكررة من الآخرين.
تحكي حكاية شاب أردني فقير يشعر بالغربة عن بيئته الاجتماعية المحافظة. يعاني من النبذ الاجتماعي وعدم قدرته على التكيف والاندماج في واقع مشوه وعدواني ومغلق تجاه الاختلاف.
يستأجر غرفة في العاصمة حيث يعمل مدرس، لكن الغرفة دون نافذة في حي فقير، سبقه إليها رجل عجوز يموت في الغرفة.
هذه الغرفة تشبه حياة البطل بلا نافذة، فتتفاقم مشكلاته، وصراعاته واسئلته الوجودية.
بطل الرواية يشبه ذلك الصنف من البشر الذي يملك ضمير حي ونفس حساسة، ولا يستطيع اسكات صوت ضميره والاستمرار بالحياة والتغاضي، لهذا ينكفئ على نفسه...
ويستسلم للخيالات والاوهام والاشباح التي تلاحقه ...
وتتوالى الصدمات والخيبات عليه...
فهل الكتب فعلا هي سبب مأساة بطل الرواية؟
هل هي سبب تمرده على سلطة أبيه وعدم تكيفه مع الواقع المشوه في المجتمع؟
بالرغم من براعة الكاتبة في شد القارئ لآخر سطر في الرواية مستخدمة تقنية تيار الوعي، لكنني شعرت بأن هناك خلل ما في شخصية بطل الرواية، فقراءته وكتبه لم تعينه في حياته، لكنه تخلى عن أحلامه في "القفز فوق التلال"، وتحول لشخصية بائسة لا قيمة لها؟
نبذة عن الكاتبة:
كفى الزعبي كاتبة أردنية من مواليد 1965. تقيم في عمان.
حاصلة على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة بطرسبورغ من روسيا. أصدرت خمس روايات.
شمس بيضاء باردة هي روايتها الخامسة. تكتب للصحافة الأردنية والعربية. عضوة في رابطة الكتاب الأردنيين.
04 يوليو . 3 دقائق قراءة