مقهى فاكهة الحب

Maher

31 يناير  .   3 دقائق قراءة  .    812

صورة لأحد المقاهي

"أأعجبك الشاي؟
وهل تكتفين كما كنتي دومًا بقطعة سكّر؟"

 

كان يغينها على طريقة  القيصر كاظم الساهر في أغنيته إني أحبك لنزار قباني، فتضحك الحسناء ويضحك حبيبها على الطاولة فيطلبان مرة أخرى نفس الشاي...

 

يناديه الجميع في القهوة بكاظم، لأنه يلاطف الحسنوات بكلمات تلك الأغاني وعلى طريقته العفوية فيبعث في أنفسهن الراحة والمرح خاصة بعد عناء يوم العمل، حتى إن صاحب القهوة بدّل اسم قهوته إلى فاكهة الحب؛ فوجود كاظم المنتظم فيها خلق حالة رزق وازدحام وغرام في هذه القهوة...


كان لكاظمٍ هذا عادة غريبة، فهو غالبا مايمسك ورقة وقلم أثناء عمله. إنما ليس لتسجيل الطلبات بل لتدوين الخواطر التي تأتي مشحونة مع هالة الزبائن، وكأنه يعمل من أجل الشعر، وكأنه يختلط بالناس من أجل أن يستلهم الكلمات والحالة الشاعرية أيضا.

 

ذات ليلة مكتظة بالأجواء المزدحمة الرومانسية في فاكهة الحب، لمحتُه كيف يعمل…
نعم تأملتُ في كائن الحب كما أحب أن أسميه.
حين تكتظ القهوة إنك لا تراه، إنك ترى طيفا مشحونا بحالة عاطفية تشحن من حوله بالدفء
أما الورقة التي يحملها دوما في يديه فكأنها تتحول حينها لطلاسم مفعّلة ما أصفه بالسحر الوردي.

 

وذات ليلة من تلك الليالي سقطت من كائنِ الحبِ كاظم إحدى تلك الأوراق منه،
سقطت إحدى طلاسمه دون أن يدرك
لكنها بقيت بيضاء نظيفة تنتظر من يقرأها، 
فحملها الهواء إلى طاولتي، واقتربت مني..
ثم اقتربت أكثر وأكثر…
فأكثر….
حتى نزلت يدي إليها وحملتها 
وقرأت ماذا قد دوّن فيها كاظم هذه المرة:


أما قالو لك أني في الامس ابتعت لأجلك قنديلا

فلكم أحبت قلوبنا إن المحب يصبح كائنا نبيلا
وسيمٌ انا حين قلّدتُ نزارَ فبغير حبك لا أكون جميلا

وأغنيها ككاظمٍ الآن قوليها لا تترددي بعض الهوى لا يقبل التأجيلا

ملكٌ أنا لو تصبحين حبيبتي إن الشعر بين العاشقين يكشف مجهولا

زيديني عشقا زيديني غرقا زيديني موتا فقد بعث من مات في الحب مقتولا

علمني حبك أن أحزن وألملم بين عينيك ملايين النجمات علمني حبك أن أكون رسولا

لا أدري كيف مشيت إلي وكيف مشيت إليك
دافئة أنت كليلة حب
من يوم طرقت الباب عليكي 
فتح الباب خجولا...

 

وفي أسفل الورقة كتب: 
إلى مقهاي فاكهة الحب.

 


لكاظمٍ هذا قصة لم يرويها لأحد قط! 

تحمل في طيّاتها كل اغاني كاظم لأشعار نزار  كحال ورقته تلك التي سقطت منه.


ومع أنه شاب في جيلنا، إلا أنك تشعر بأن الحب يسكنه منذ قديم الأجيال...
يعبّر عنه حينما يعمل لخدمة زبائن فاكهة الحب 
ثم وبعد أن ينهي عمله يُحكِم على روايته كل الأقفال...

ليبقى هو كالشعر لايُطال عالمه إلا بمركبة الخيال…

 

 

 

  3
  6
 1
مواضيع مشابهة

24 يناير  .  1 دقيقة قراءة

  3
  16
 1

09 مارس  .  5 دقائق قراءة

  1
  6
 1

15 فبراير  .  0 دقيقة قراءة

  1
  3
 0

18 فبراير  .  3 دقائق قراءة

  1
  10
 3

20 أبريل  .  1 دقيقة قراءة

  1
  12
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
لينا شباني
10 سبتمبر
أبدعت
  0
  1