28 مارس . 3 دقائق قراءة . 443
الجمال لا عنوان له ، يكفي زغاريد تتردد من نافذة
بيت مفتوحة في آخر الحارة ، صدفة مررت من هنا ،
فأيقظت ذكريات أجدادنا الخالدين ..!! الجمال ليس
مجسم ، هيا ابتسم ، سآخذ لك صورة أوكرانية دمشقية ،
بين أحضان " بيروت " .. فوق الجليل ، تزرع الزيتون ،
يوم البشارة في كنيسة القيامة ، وأنت تصلي الفجر
في المسجد الأقصى ..!! الجمال لا موسم له ، يا جوهرة
الطبيعة ، أي سهم اخترق سمائك ، والسحاب يهتز يتشكل ،
يتجمع رويدا .. رويدا .. على نسيم الريح ، حيث تنشر ذيلها
مثل الطاووس ، تتراقص أعجوبة زخات مطرية ، ودوي
الرعود ، وتصفيق العواصف ، والشعاع يرسم على المياه
قوس قزح ، وجعبته مليئة بالأمل ، سيمفونية أوركسترا
الكون ..!! الجمال لا للإيجار لا للبيع ، هذا هو المكان
الذي يتكلم ، ويغني بلغات ألف ألف لسان ، يعزف ألحان
بهذه الأصوات الجميلة ، سرب من آيات الجمال ، أكثر
من تريليون شكل ولون ، لوحات إبداعية متجددة ،
إلى اللانهائية في استعراضات ، ملابس الساتان ،
والدانتيل الحمراء ، الأرجوانية ، والسمراوات ،
والصهباوات والشقراوات ، والشعر العشبي والعيون
العسلية ، والشال العنابي ، دع هذا العدد الذي لا حصر
له من الأوراق الفنية ، تبتسم وتفرح الفرحة الكبيرة
العريضة في المتحف التشكيلي .. هذا هو المكان الذي
لا يزال يعيش فيه أهل التماثيل ، تحت قصوره المنحوتة
من الصنوبر الأخضر ، الجوقة الساحرة للقبة السماوية ،
تغمز لنا في منتصف الليل ، عندما تهاجر المذنبات
من مسقط رأسها تاركة عشها ، أو تتساقط علينا زخات
نيزكية ، أو داخل الظلام الدامس ، حين يرسم البرق
وميض أجنحته ..!! الجمال ليس سري للغاية ، إنه
يتسرب من نظرات النحلات ، ودبيب النملات ، ورفرفة
الفراشات على الأزهار والرحيق والحدائق ..!!
الجمال ليس له اسم ، يتعلق الأمر أحيانًا بالنوتات المرحة
للبيانو ، تتراقص على أوراق الشجر النائمة ، تحت انزلاق
قطرات الندى اللطيفة ، ومداعبة النوافذ الكبيرة ، مثل
خصلات الشعر الشفاف ، وكتابة كلمات صامتة ومهدئة ..!!
الجمال لا معنى له ، غالبًا ما تأسر ، بخطوات أنيقة وخفيفة ،
نزول السلالم أو صعود ميترو المدينة ؛ حين تلتقي عيون
العشاق بين الصدفة والقدر ، وبدون ميعاد ، يتراقص القلب
والروح طربا ، تريد تقبيل وعناق الدنيا كلها ، أمام عينيها ،
أمامها وبإيماءات ، ومنحنيات مثالية في الحركات الدقيقة ،
تسافر معها على أجنحة "كيوبيد" ..!! الجمال ليس له مكان
"الأنوثة" طاقة الجاذبية ، تظل دائمًا في نظراتها الغرامية ،
محمولة على تعديلات الفساتين وتغييرها ، من خلال
الرغبات الجنونية ، بألوان شجاعة ورخامية ، الكاريزما
المزاجية ..!! للحوريات النصف عاريات ، جمالية الحيرة ،
أمام الإعجاب الملائكي ، داخل المحنة اللذيذة ، حيث جنة
السحر الحلال ، ولسعات العذاب الحلو ، الظل الظليل ،
لظلال شجرة الحياة ، صاحبات الحسن والجمال ..!!
الآنسات ..!! السيدات ..!! الجمال ليس له ألوان ، إنها
الحياة ، حين تتفتح الوردات ، والقضاء على الجراثيم
السيئة ، وبالتالي تلاقح الأرواح التي تحب بعضها البعض ،
إنها مواكب الشباب المندفعين مع الصبايا الحالمات ،
في دنيا الحب والسلام ، المصنوعة من الروابط
الصادقة ، الناعمة ، بخيوط الصداقة والأخوة والنخوة ..!!
الجمال ليس له قلب ، إنه يسمح لنفسه فقط بخلق السعادة ،
والعيش بأعراف القيم ، بحيث تظهر صراحة الأعماق ،
لتوحيد صفوف الإنسانية حول كتابة الحقائق ، ونفي الخطأ ..!!
ولكن الجمال ليس له صوت ، يوجد هناك صمت أعلى بكثير
من الكلمات ، بين القلب والروح ، يوجد فضاء واسع منفتح ،
فناء مخصص للمشاعر الغالية ، هذا هو سر الجمال المخفي ،
وهذا هو المكان الذي أنت فيه ..!! وأنا سعيد جدًا بذلك ..!!
قلبك يعيش في قلبي في ظل عواطفنا..!! أنت أجمل
وردة أزهرت في حديقة حياتنا ..!! افرح يا بكاء ..!!
ابكي يا فرح ..!! اقبلي يا روح الطبيعة والإنسانية
هذا ميلاد بذور المشاعر الجميلة من العظمة ..!!
و حسبك يا قرة عيني هذا الجمال..!!
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
28/03/23 Jouhari-Driss
17 يناير . 4 دقائق قراءة
07 سبتمبر . 3 دقائق قراءة