المنفذ الأخير

Mohammed Essam

29 يناير  .   2 دقيقة قراءة  .    7

تم الانشاء بواسطة محمد عصام

المنفذ الأخير

عقلي يشبه مدينة محترقة، تتصاعد منها ألسنة الدخان، ولا شيء فيها سوى الركام. لا طريق للنجاة، لا مخرج واضح. مجرد أصوات متداخلة، أفكار تتصارع كوحوش هائمة، وأنا في المنتصف، أبحث عن منفذ للهروب.في البداية، كنت أظن أن هذه مجرد أزمة، عاصفة عابرة، لكن مع الوقت أدركت أنها شيء آخر... شيء أقدم مني، أعمق من مجرد صراع عقلي. لم أعد أميز إن كنت أحارب نفسي أم شيئًا آخر، شيئًا يتغذى على ضعفي، يراقبني من مكان ما، يهمس لي بصوت لا يسمعه سواي.ثم ظهر الباب.لم يكن هناك قبل لحظات. مجرد جدار صلب، والآن... باب خشبي قديم، ينبعث منه ضوء خافت، كأنه نداء خفي. لم أفكر. لم أسمح لنفسي بالتراجع. تقدمت، وضعت يدي على المقبض، شعرت ببرودة قاسية تسري في عروقي.فتحت الباب.وجدت نفسي.لكن ليس كما أنا الآن... بل كما سأكون بعد دقائق.الغرفة نفسها، الهواء نفسه الثقيل، الجدران نفسها التي حفظت أنفاسي المرتجفة. لكن في المنتصف، كان هناك كرسي خشبي بسيط، يتأرجح بخفة، فوقه حبل معقود يتدلى من السقف، كأنه كان ينتظرني منذ زمن.على الأرض، رأيتني. جالسًا هناك، ظهري منحني، عيناي فارغتان. لم أكن ميتًا... لكنني لم أكن حيًا أيضًا."أنت تعرف ما عليك فعله."الصوت عاد، هذه المرة أقرب، أشد حدة. لم ألتفت. لم يكن هناك داعٍ.كل شيء بدا واضحًا الآن. المنفذ الوحيد، الطريق الوحيد للخلاص، لم يكن سوى هذا. لا مزيد من الأفكار التي تنهشني، لا مزيد من الأبواب المغلقة. مجرد خطوة واحدة... خطوة أخيرة، وينتهي كل شيء.اقتربت من الكرسي. وضعت يدي عليه. شعرت بخشب بارد، كأنه ينتظرني بصبر.في تلك اللحظة، نظرت إلى الباب خلفي. كان لا يزال مفتوحًا، لكن لم يعد هناك شيء خلفه. لا غرفة، لا زمن، لا ماضٍ ولا مستقبل. فقط الفراغ.رفعت رأسي، نظرت إلى الحبل... ثم أغمضت عيني.هذا هو المنفذ الوحيد، أليس كذلك؟
  0
  0
 0
مواضيع مشابهة

02 يناير  .  3 دقائق قراءة

  5
  5
 1

22 أغسطس  .  1 دقيقة قراءة

  1
  3
 0

12 أبريل  .  5 دقائق قراءة

  5
  5
 1

13 مارس  .  3 دقائق قراءة

  1
  6
 2
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال