10 مارس . 3 دقائق قراءة . 658
في كل مرة نعتقد فيها أن كل شيء سيعود كما كان وأفضل، يفاجئنا الواقع بانحدار وانحسار نحو الأسوأ.
ذلك وفقاً لمعايير القيم التي نشأنا عليها، وبمقاربتها مع المعطيات نستطيع أن نستنتج هذا الأمر ببساطة.
- فإما نحن بحاجة لتخطّي أو تعديل المفاهيم الأخلاقية كي تتماشى مع هذا التردّي، والذي يسهم بالتخفيف من عبء الضغط النفسي والروحي الذي يعيشه الإنسان المعاصر، بسبب الازدواجية القيمية والتحديات القائمة بين تلبية ما هو حاجات أساسية للبقاء الاجتماعي وبين ما يفرضه عليه (الضمير).
لهذا نجده متعباً جداً وتظهر انعكاسات هذا الأمر كأعراض خارجية مثل: الضجر، الكسل، الملل، السخرية، الانقياد، فقدان الدافع والحافز، التهرّب من المسؤولية، التردد في اتخاذ القرارات حتى البسيطة منها، عدم القدرة على التركيز…… الخ
- أو، أننا بحاجة لتبنّي موقف شجاع بأننا من هذا العالم ولسنا من هذا العالم، وعليه نحدد ماذا نريد، ونحدّد انتمائنا، وحاجاتنا، وتواصلنا وكيفيته، مع هذا العالم بكل جوانبه. وبالتالي أيضا نقوم بذات عملية التحديد لما نريد مما اعتمدنا الانتماء إليه.
هذا الأمر يتطلب جهداً فكرياً وكتابياً وبحثياً لمعرفة على أي شط سترسو دفتنا، ولكن بالمحصلة سيخفف عنّا الكثير من التأرجح الذي نعيشه، فلا نبقى على شطّ الجزيرة، بل نكون على بَرّ صخري.
أيضاً هذا يساعدنا على توجيه أحكامنا ومواقفنا من الوجود ككل بدءاً من التنفس كأبسط الاحتياجات وصولاً إلى أعقدها وهو موقعنا من الكون.
القضية هي في كيف نضع حدّاً للتباعد العكسي بين الواقع والأخلاق؟!
السهل الممتنع هو اتخاذ: موقف، قرار، تنفيذ
وبدوره يحتاج إلى : إرادة، التزام، تقدير
هذه الفترة الحَجرية يمكن الاستفادة منها لترتيب حياتنا الذي من شأن نتائجه أن تخفف بشكل كبير من حدة الضغط النفسي والانفصام الروحي والتوتر العقلي والآلام الجسدية التي نعيشها يومياً.
إن فعلنا هذا يمكننا القول لمرة جديدة، نعم سيكون لنا حياة جديدة وأرض جديدة مبنية على رؤيتنا الجديدة.
كل العوامل مجتمعة تساعدنا، الربيع من حولنا بخلقه المتجدد، الطقس المعتدل الصاحي، وقت الفراغ الغني الذي نبرره بأمور غير منطقية.
لدينا الكثير لنفعله بـ٢٤ ساعة، فكيف بحياة كاملة؟