كلّ المُشارَكات . الأكثر تداوُلًا
كُثُرٌ هنّ الممثّلات اللاتي طبعن بأدوارهنّ كأمهاتٍ مسيرتهنّ المهنيّة، حتى ليطغى دورهنّ المشغول بعنايةٍ حتى أدق تفاصيله على أحداث القصة، ويضحي أداؤهنّ أيقونياً لشدة صدقه وواقعيته، فيغدو الدّور بحدّ ذاته حدثاً مفصلياً لا تعود بعده المؤدية والمتلقون على السواء كما كانوا قبله، والأمثلة كثيرةٌ في أرشيف المرئيّ والمسموع، من القديرة جولييت عوّاد بِدَور "أم أحمد" في التغريبة الفلسطينية، إلى آمال سعد الدين بدور "أم عطا"، الأمّ المقدسية التي وجد مطران القدس المقاوم هيلاريون كبوجي لديها الملاذ والحضن الدافئ في غربته، والقائمة تطول. لكن مهما كثُرت الأمثلة، يبقى الأكيد أن عايدة صبرا قد حجزت لنفسها من خلال دورها كأمٍّ مكلومةٍ على مسرح وجدي معوّض مكانةً مرموقةً على هذه القائمة، وأنها أكّدت المؤكّد أنّها "أستاذةٌ" بكلّ ما للكلمة من معنى، ملعبُها خشبة المسرح الذي تمتلك كلّ أدواته الماديّة والحواسيّة على السّواء.
فبعد مسرحيتَي الأداء المنفرد "وحيدون Seuls" و"شقيقات Sœurs"، ومع غروب شمس الأيام الأخيرة لعام 2021، كان روّاد مسرح لاكولين الباريسي على موعدٍ مع مسرحية "الأم Mère". موعدٌ بات منتظَراً لاستكمال ثالت حبّات سُبحة السيرة العائلية التي كان المسرحيّ اللبنانيّ-الكندي وجدي معوّض ينحت تفاصيلها بأنامل الفنّان لأكثر من عشر سنوات على درب المشهدية التي ستكتمل مع آخر حلقتي السلسلة: "الأب Père" و"أشقّاء Frères".
01 مارس . 5 دقائق قراءة
عامٌ على انفجار الرابع من آب/أغسطس الذي طال بعصفه البشر قبل الحجر، النفوس قبل الأبدان، وألقى بهالةٍ من الرماد على بهيّةٍ لم تعرف الهدأة والهناءة يوماً، بل كانت على الدوام مسرحاً لجسام الأحداث التي طالتها خبط عشواء، وشاهداً تاريخياً على ما قسى من امتحانات الدهر على من تعاقب عليها من شعوب. لم تنل هذي البهيّة عقب آخر مِحَنِها سوى النذر اليسير مما تستحقه من إغاثةٍ وتضامنٍ وسط حالةٍ من عدم الاستقرار، بل التدهور السياسي والماديّ والمعيشيّ، ليضْحي أبسط البديهيات ترفاً كمالياً. هي اليوم أرملةٌ ثكلى، وليس للآرامل والثكالى من عيد.
لكن الحادي والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر عيدّ ليس ككل الأعياد... قد يكون ذكرى استقلالٍ لم يُنَل، لكنّه وقبل كل ذلك يومٌ أبصرت فيه النورَ قبل ستةٍ وثمانين حولاً من أضحت عروس العيد، وارتبط اسمها ببيروت البهيّة ماضياً وحاضراً، وسيبقى كذلك مستقبلاً.هي دُرّةُ التاج فيروز، آخر آمال الناجين.
23 نوفمبر . 5 دقائق قراءة
ستةُ شتاءاتٍ مرّت على ذاك اليوم المشؤومِ بإجماعِ من آمن بالخرافات ومن لم يؤمن: الجمعة 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015. على حين غفلةٍ من روّاد مسرح الباتاكلان الباريسي ذاك المساء، انهار "الجدار الرابع" لخشبة المسرح، لا بل باتت مقاعد الحضور هي عينُها خشبةً العرض. اختلطت الأدوار بحيث بات عصياً على الحاضر الإحاطة بما يجري. انتقل المؤدون إلى صفوف الحضور، ودخل مؤدون جددٌ لمشهدٍ كان الأكثر دمويةً في تاريخ فرنسا المعاصر.
عقب تلك الليلة، أضحت فوعة "كارهي الغرباء" في ذروتها، وأُغلِقَ المسرحُ الشاهدُ على الحدث المأساوي لمدّة عامٍ كاملٍ، ليعاود بعده عروضه الفنيّة والثقافيّة مع كثيرٍ من التشديدات الأمنية وشيء من التحفّظ الذي شابَه بعض التشاؤم في أوساط روّاد المسرح بشكل عام، ومسرح الباتاكلان على وجه الخصوص.
16 نوفمبر . 5 دقائق قراءة
كثرٌ هم الأدباء والشعراء والكُتّاب الذين شبّهوا المدن بالنساء، من الأمّ، بحنانها ودفء حضنها، إلى الحبيبة، بكثرة تناقضاتها واستعصاء فهمها والإلمام بكل تفاصيلها، ومنهم من رأى فيها صندوقاً أسود قد يعصى فك شيفراته على بعضهم، في حين اتخذها البعض الآخر، وهم الأكثر حظاً، صندوق أسرار الطفولة وملعب الصبا، وحلو الذكريات ومُرّها. قُدّر لكُثرٍ إجراء زياراتٍ خاطفةٍ لمدنٍ عدة في مشارق الأرض ومغاربها، وقُيّض لبعضهم الآخر اختبار الحياة بأدقّ تفاصيلها في أكثر من مدينة، لكن لعلّ الإجماع يبقى دون منازع على ما اختصره ببلاغةٍ فائقةٍ الشاعر أبو تمّام:
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
12 نوفمبر . 8 دقائق قراءة
وعادت الحياة على استحياءٍ إلى خشبات المسارح وكواليسها في فرنسا. لعلّ أوائل الغيث كان إعادةَ إحياءِ المونولوج الدرامي "شقيقات Sœurs -" من تأليف وإخراج المسرحيّ وجدي معوّض، الخمسينيّ العالق بين ضفتين: لبنان الحرب، مرتع طفولته، وفرنسا وكندا اللتان تشاطرتا سنوات مراهقته ونضوجه.
لطالما كان معوّض متحفظاً عن نكء جراح الماضي والحفر عميقاً في خبايا الذاكرة. سنواتٌ عديدةٌ لزِمت قبل أن يشهد عام 2008 بثّ الرّوح في "وحيدون - Seuls"، كأولى حلقات سلسلة سيرته العائلية، والتي تناول خلالها خلفيّة شخصية وجدي الابن وثناياها، متطرقاً إلى حيثيات علاقته بوالده. عملٌ مسرحيٌّ بأداءٍ منفرد، كان منعطفاً في المسار المهني لمعوّض المؤلّف والمُخرج والممثل، وعلامةً فارقةً في سجلّه المهنيّ الذي طبعتْه سابقاً أعمالٌ مسرحيةٌ استُلهمت من الملاحم الإغريقية، فكانت التراجيديا سمتها الغالبة.
16 يوليو . 10 دقائق قراءة
لا يُشترط لأيٍّ منا أن يكون خبيراً بعلم الأوبئة أو ضليعاً بإحصاءاتها ليلحظ انخفاض معدلات الإصابة بالانفلونزا الموسمية خلال أشهر الخريف والشتاء الفائتين مقارنةً بما ألِفناه سابقاً، ولعلّ ذلك نتيجةٌ غير مباشرةٍ لانتشار وباء كورونا، وما فرضه من إجراءاتٍ للحد من انتشاره، من تعقيمٍ دوري وشيوعٍ لاستعمال الكمامة على نطاقٍ واسع، فضلاً عن التباعد المكاني القسري الذي وصل حدّ الإغلاق العام لأسابيع أو أشهر في بعض الدول، ما انسحب إيجابياً على الحد من انتشار سوى كورونا من الأمراض المُعدية.
من هذا المنطلق، ارتأت شركة Novavax المتخصصة بتطوير اللقاحات ومقرها ميريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية، تلبية حاجتين حيويتين في آن. ومع تصاعد الحديث عن أن المناعة التي تؤمّنها لقاحات كورونا قيد التداول قد لا تتجاوز 6-8 أشهر في أحسن الأحوال، وأنّ الحاجة لجرعاتٍ داعمةٍ لاحقاً سيكون أمراً مفروغاً منه، شرع الباحثون في الشركة في تطوير لقاحٍ مشترك ضد الإنفلونزا الموسمية بنوعيها A و B، و COVID-19 معاً.
24 يونيو . 3 دقائق قراءة
أو يمكنك إنشاء حسابٍ عبر:
بالنَّقر على "أنشئ الحساب"؛ فإنَّك توافق على شروط الخدمة و سياسة الخصوصيَّة .
أو يمكنك تسجيل الدخول عبر :
الإبلاغ عن التعدي على حق المؤلف أو التعدي على العلامة التجارية اقرأ قواعدنا