الإنسان كائن خائف

الإنسان كائن خائف
لذلك لا يقوى على أن يكون وحيدا
و إن أصبح وحيدا يصنع خيالاته معه
يصنع أحرفه و شعره و أساطيره
يصنع تأملاته، يقول و يعيد ما حدث
وما سيحدث
الإنسان خائف
لذلك يلجأ إلى الأخرين
ليتخذ منهم أنساً و يستأنس معهم
كل ما يقاوم به خوفه
أن يكون مع الآخرين
ان لا يقاوم وحده و ينفرد به عقله
الإنسان لا يستوعب الوحدة ولا يستوعب انه كان وحيد و مصيره الوحدة
لذلك يقول : سوف التقي بمن مات من الذين احببتهم بعد موتي، وأنهم ينتظروني
ويشعرون بي و يروني والدليل أحلامي بهم
ولا يعلم هذا المسكين أن الأحلام ما هي الا جزء من علاج الخوف و دوائه
لا يعلم أنه أفنى عمره في الأحلام و التمني
سبيلا إلى الأنس و الأنيس
الإنسان خائف
َوعليه أن يعيي أن الخوف لا علاج له إلا تقبل الواقع
ومعرفة أنك ستكون وحيدا يوما ما
في ذلك الزمان الأبدي و المكان السرمدي
لن يجاورك أنس ولا أنيس
إلا اذا قلعت الخوف و قضيت عليه
عندها لا نستبعد ان يدور احبابك من حولك
في جنة نفسك
فقط