16 أغسطس . 2 دقيقة قراءة . 409
لكل شخص على قيد المعاناة كتاب أو لعل الأنسب أن يكون كل شخص مخاض كتاب .. محتوى حياتك بفصولها محتوى الكتاب ...أحداث بألوان و صور كثيرة , قصص بها انكسارات و انتصارات و أحلام و أوهام و طموحات عديدة تولد و تستمر تضيء و أخرى كثيرة أيضا تموت بعد صراع ... مكاسب تفرح و خسائر تؤلم و مشاعر و قرارات مبعثرة هنا و هناك بعضها مضيء و بعضها يلازمه الانطفاء إلى حين مجهول ... لاعبون عديدون صعدوا بجانبك و آخرون صعدت بجانبهم المدار بمسرح اللعبة اليتيمة ثم نزلوا أو لا يزالون بصدد الدور يلعبون.. تركوا بالصفحات آثارا و رموزا و روائحا , بعضها مريح كالامل في الجنة و بعضها مريع كالخوف من الجحيم و بعضها لا رائحة له كأنه عبث لم يكن . الحياة لعبة الفرصة الواحدة .. منتهى العدل ألا يكون لأي لاعب فرصتين .. أنت الكتاب و أنت الكاتب و أنت القارئ و أنت الناقد و أنت بطل المدار الأهم و أهم المتفرجين .
تقلب الصفحات باستمرار و تقرأ الأحداث بشكل متواصل و بمزاجات لا تستقر على حال غريبة الأطوار قد تختلف حد التناقض .. تخط في كل حين بالصفحات الشاغرة تراجما قد يكون بعضها تقييما لما سبق أو تقويما لما ينتظر ان يكون ... كتاب متحرك لا يهدأ مطلقا مادام العمر لم يبلغ نقطة النهاية ... أسوأ ما في الكتاب فصول الإساءة استرجاعا . مرعبة سواء كانت قبولا أو تصديرا ... قراءة الإساءة تزعج كثيرا حتى انها تفسد كل متعة و تبعثر كل صفاء ...إنها حقا متعبة إلى الحد الذي قد يجبرك في حالات فقدان التوازن على رسم نقطة بآخر صفحات الكتاب .. التقاطعات بين الكتب في صفحات أو فقرات أو حتى بعض أسطر قليلة أو عبارات يتيمة قد تغير الكثير من رونق الكتاب في اتجاه أو في آخر ... أصعب ما بالكتاب حين تغيب الطاقة .. طاقة الاحتمال , طاقة الصبر , طاقة الاحتواء , طاقة التبرير , طاقة الفهم , طاقة القبول و الرفض , طاقة الاختيار , طاقة التفهم و السماح .. حين تستنفذ الطاقة يحضر العبث غصبا و يفقد الكتاب كل إثارة و إغراء .
17 يناير . 4 دقائق قراءة
07 سبتمبر . 3 دقائق قراءة