18 أغسطس . 3 دقائق قراءة . 2580
فإذا كانت اجابتك ،نعم؟ فأنت يا عزيزي القارىء مصاب بمتلازمة التفكير المفرط (overthinking) .
و لكن لا تقلق فمن منا لم يُعاني من الهموم و الضغوطات الحياتية بكافة أشكالها؛ إنّ كانت اجتماعية ،اقتصادية، عاطفية، دراسية أم عمل أو حتى مشاكل عائلية ؟ جميعنا شعرنا بلحظة من اللحظات بضغط ذهني ناتج من التفكير المفرط اتجاه ما يُحيط بنا من صراعات، سياسات، حروب أو أزمات اقتصادية سيئة.
فما الحل اذاً، مع حبل الأفكار الذي لا ينقطع ...سأقسم الحل الى مرحلتين..
تصفح أيضًا:
كيف ترد على من يستفزك بطريقة ذكية
بدايةً، لعلاج أي مشكلة علينا تحديد اسبابها، وفي هذه الحالة نقوم بتحديد الدافع والحدث الذي يدفعنا لاستعادة افكار معينة والخوض فيها.
من المهم اذا،معرفة الأشياء أو النقاط التي تدفعك إلى كثرة التفكير و تجنبها قدر الإمكان.
فمثلًا:
راقب نفسك عندما تشعر بأنك تعطي بعض الأمور البسيطة حيزاً كبيراً من التفكير، أكثر مما تحتاجه في الواقع،
أو إذا كنت تفكر باستمرار في مشكلة ما لديك دون جدوى من حلها ولم تتمكن من التوقف عن ذلك،عندها حاول إلهاء نفسك بأمر آخر؛ و اشغّل ذاتك بشكل مستمر لأن الأفكار تتسلل بسهولة عبر الفراغ والجلوس دون القيام بأي عمل أو أي إنجاز، وهذه الأفكار تجر بعضها البعض،عندما تكون في حالة من الفراغ والملل والفوضى، لكن عندما تعمل وتشغل نفسك بشيء ما فلا مجال عندها لتسلل أي فكرة لذهنك.
لكي تتمكن من إلهاء عقلك عن التفكير بموضوع ما حاول ان تتأمل فيما حولك أو فيما تسمعه بتركيز أو الانشغال بقراءة كتاب أو تصفح صفحات النت او مشاهدة مسلسل اوالخروج في نزهة، الاستماع الى موسيقى ،محادثة صديق...الخ
المهم ان تركز على اللحظة الحالية، لتجنب الانخراط في محاولات حل أو فهم الشيء الذي تفكر فيه بكثرة.
عندما يبدأ سيل افكارك بالتدفق إلى رأسك و بدأ ذهنك يضج بفكرة وراء آخرى ما عليك الا أن تتوقف و تأخذ نفساً عميقاً و تسأل نفسك..
هل ما افكر فيه أمر مفيد أم متعب و مرهق لنفسيتي؟ هل الافكار التي تجول في رأسي ستساعدني على الوصول لهدفي او ايجاد حل للمشكلة؟
اذا كانت اجابتك بالنفي؟ عندئذٍ اتبع هذه الخطوات السريعة فور بدء وصول الافكار المتعبة إلى رأسك...
لان هذه الافكار ماهي إلا مضيعة للوقت لا فائدة منها بل أضرارها هي الغالبة، فلا تسمح لأي دقيقة من عمرك أن تضيع بالتفكير والقلق فيما لا يستحق ولا يحقق شيء.
و كن على يقين دائم بأن هنالك بعض الأمور في الحياة ستبقى دوماً خارجة عن سيطرتك مهما حاولت التحكّم بها، لذا عندما تتعلّم كيفية تقبّل هذه الأمور ستقلّل كثيرا من عملية التفكير الزائد بها ،و الذي لن يجني شيئاً بل ما ستجنيه هو اوجاع الرأس و التعب والإرهاق.
ختاماً ،انشغالك الدائم بالأفكار و تحليل كل شاردة و واردة يجعلك غير موجود بالنسبة لمن حولك، و يُغيّبك عن حاضرك فأنت لا تجاريهم، ولا تلتفت إليهم، ولا تنتبه لحياتك معهم، موجود بالمكان جسدياً و لكن عقلك مشغول، يسرح و يمرح في مكان آخر ، لذا ما عليك الا التركيز على اللحظة الحالية و الاهتمام والتفاعل مع من حولك،و العيش في حدود اليوم والدقيقة.
لذا لا تسمح لسيل الافكار الجارف بأن يحتجزك ، أو يسرقك من حاضرك، ففي نهاية المطاف من المُسيطر أنت أم أفكارك؟
صحيح أن معظمنا ليس بمقدوره أن يُسيطر على كل أفكاره، بل على العكس فإن أفكارنا هي التي تسيطر علينا معظم الوقت، (فالأفكار العادية تمر عبر أذهاننا طوال اليوم كالسيل الجارف) لكن لكي نشعر بقدر أكبر من السيطرة على أذهاننا وحياتنا، ولإيجاد حس التوازن ، نحتاج إلى الخروج من هذا السيل، والتوقف فورا عند البدء بالاسترسال بالتفكير.
فالتفكير رغم أهميته، الا إنه إذا زاد عن حدّه قُلِب ضده.
بقلم:ابتسام عطالله الرمحين
تصفح أيضًا عبرمرداد :
شخص عالق في ذهنك وطريقة التخلص من التفكير به
03 أغسطس . 8 دقائق قراءة
16 نوفمبر . 1 دقيقة قراءة