03 يونيو . 4 دقائق قراءة . 191
أتذكر هذه الليلة بتفاصيلها ، كانت غرفتي مظلمة بالكامل حينها ، إلا من من ضوء القمر الخافت الذي يدخل عبر نافذتي .
حاولت النوم ، ولكنني فقط أغمض عيناي ، بينما أسمع ضجيجا بداخلي سلبني القدرة على ذلك .
أكاد أجزم أنني أكثر من شخص في آن واحد ، وأتعجب كيف لي أن أكون الشيء ونقيضه .
أظن أنني نعست بالنهاية ، من فرط الإرهاق ، وفرط الخوف الغير مبرر ربما .
استيقظت بعد قليل من الوقت
ساعتان ربما ، نهضت من فراشي وجلست بعدها على الأرض بجانب سريري
سمعت صوتا يهمس لي ، نظرت خلفي لكن لم يكن هنالك أي شيء
عدت بعدها للشرود وأنا أتأمل ضوء القمر الذي تغير مكانه قليلا عما كان ، وللمرة الثانية سمعت ذات الصوت يهمس بأُذني ولكنه كان أكثر وضوحا
بدأت أدرك بعدها أن هذا الصوت ليس غريبا عني ، إنه صوتي .
إلتفت مرة أخرى وللمرة الثانية لم أجد شيئا
لقد كنت خائفة ، ولكنني جلست أنصت بتمعن ماذا سأسمع مرة أخرى ، وعزمت ألا ألتفت هذه المرة .
وبالفعل حدث ما توقعته ، تحدث لي الصوت مرة أخرى وقد كان صوتي بالفعل ، ظللت ساكنة وفقط أستمع
كان الصوت واضحا ولكنني لست أفهمه ، همهمات وكلمات متداخلة ، أظنها كانت تبكي وخرج صوتها متقطعا .
بعد فترة قصيرة بدأت أميز كلماتها كانت تستنجد بي ، وأنها بمكان واسع ، مظلم ومخيف
سألتها بصوت منخفض "كيف لي أن أساعدك ؟"
لم تجب وعادت لتلك الهمهمات التي لا أفهمها .
بالنهاية عادت لتحدثني ، قالت أنها أنا ولكن ليس بنفس الطريقة
أنا من أعيش الحياة ، هي من يتخبط أنا من أصمت ، هي من يصرخ
حينما أشعر باليأس ، هي من يواجهه
أنا من أواجه حياتي ، ولكن هي من يتأذى .
إتهمتني أنني لا أكترث لأمرها ،ولكنني أجبتها أنني لم أعلم بوجودها قط إلا الآن
ظلت تبكي وتنحب كثيرا ، كان يتعالى صوتها شيئا فشيئا
خفت أن يسمعه أحد أسرتي أو بعض الجيران لكنها لم تكن تكترث ، أظن أنني فقط من يسمع صوتها
لم أدري مطلقا حجم المعاناة التي عانتها نفسي ، فقط كنت أتهمها أنها دائما ما تعطي الأمور أكبر من حجمها .
إنتهى حديثنا سويا على أن أعتني بها ، وأن تهمس لي ثانية إن ساء الأمر .
بالليلة الماضية ، سمعت همسها ولكنني تجاهلته، أظن أنني أرتكبت خطأ بحقها تلك المرة أيضا .
أتعهد لك عزيزتي "أنا" أن أصلحه وألا أدعك هائمة في عالمك الخاص وحيدة تائهة هكذا .
11 أغسطس . 2 دقيقة قراءة