04 يونيو . 3 دقائق قراءة . 158
فصل..
في فناء منزله البسيط، و بين خليط الروائح الفواحة من كل نوع ورد زرعته زوجته، جلس غادي يتأمل القصاصة الصغيرة بين يديه، و يفكر في غده المغمور بالأمل، و أخذ يتأكد من التفاصيل في ذهنه، يريد ليطمئن على أن الأمور تجري كما تم التخطيط له، أخبرته ماري أنه يسمح لفريق مكلف من ٢٥ شخصا بالمشاركة، و سيتم توفير مروحياتهم من قبل الحكومة الأمريكية التي ترعى هذا السباق، و سيتم أيضا توفير المظلات، كانت حكومة الاحتلال تخطط لكل تفصيلة من أجل التخلص من غادي و فرقته بشكل لا يثير ضجة إعلامية، و لم يكن في حسبانها أن الخطة قد حيكت مسبقا من قبل قيادة المقاومة، والشخصية التي اقترحت الخطة على الحكومة و التي هي من شخصياتها السامية قد قامت بذلك استجابة لمفاوضة سرية مع القيادة، و الشرط أن تحرر المقاومة حبيبها الأسير، و الذي تغافلت حكومتها كثيرا عن إطلاق سراحه في أي مفاوضات، و قد كانت مهمتها الأخيرة بأن تساعد في تهريب ثلاثة من بندقية الغول لإدخالها في الطائرات.
كل شيء كان يجري بسلاسة من أجل الغد، فغدا هو اليوم المنتظر للتخلص من عبء ثقيل على أكتاف المقاومة، و إحداث بلبلة كبيرة داخل الكيان الصهيوني، و إرباك قراراته، و خلق فجوة ضخمة في كيانه العسكري و السياسي..
غدا هو يوم الفصل..
شعر بزوجته إلى جنبه..نظر إليها..انحنت تحتضن رأسه المتدفق بالقلق و الحلم..قبلته ليهدأ ضجيجه "تأخر الليل يا غادي..ألا ندخل للنام!"