07 أبريل . 9 دقائق قراءة . 922
خديجة عبد الحميد
“هناك أكثر من 230 لقاحًا مرشحًا ل COVID-19، ولكن الدراسات عليهم حديثة وغير مثبتة، لذا فإن الاستثمار فيها يمثل مخاطرة”
خريف عام 2019 لم يكن هناك علم أو دراسة حول COVID-19؛ لأنه لم يكن أحد يعلم بوجود هذا المرض، ولم يكن المشتغلون بالبحث العلمي يتوقعون حجم هذه الجائحة، ولكن بحلول نهاية مارس 2020، انتشر الفيروس إلى أكثر من 170 دولة، وأصاب أكثر من 750 ألف شخص، وأثار أكبر محور في تاريخ البحث العلمي الحديث.
أسقط الآلاف من الباحثين من اهتماماتهم أيّة ألغاز فكرية كانت تستهلك فضولهم في السابق، وأصبح البحث العلمي حول فيروس كورونا المستجد دافع قوي لتحريك عجلة الابتكارات للبحث عن لقاح فعال، فقد حددت جائحة كورونا مسار العلم لدرجة كبيرة.
إن سرعة انتشار الفيروس التاجي لم يقابلها سوى وتيرة البحث العلمي، إذ أنه منذ بداية الجائحة وحتى الآن تضم المكتبة الطبية أكثر من 74000 بحث علمي حول COVID-19، ما يزيد عما يوجد حول مرض شلل الأطفال، أو الحصبة، أو الكوليرا، أو حمى الضنك، أو غيرها من الأمراض التي ابتليت بها البشرية لعدة قرون.
بدأت مجموعات البحث العلمي في جميع أنحاء العالم في التحقيق في بيولوجية الفيروس التاجي، بينما طور آخرون اختبارات تشخيصية أو حققوا في تدابير الصحة العامة للسيطرة عليه؛ لذا تسابق العلماء لإيجاد علاجات وابتكار لقاحات يمكنها السيطرة على الوباء.
في يناير وبعد أقل من شهر من ظهور التقارير الأولية عن مرض تنفسي غامض أصاب الناس في مدينة ووهان الصينية، حدد الباحثون السبب وراء هذا المرض وهو فيروس كورونا المستجد.
وبحلول 11 يناير، نشر الفريق الصيني الأسترالي التسلسل الجيني للفيروس على الإنترنت.
بعد ذلك بوقت قصير توصل العلماء إلى اكتشاف خطير ومثير للقلق وهو أن الفيروس ينتقل بين الناس.
بحلول فبراير 2020، توصل الباحثون إلى أن الفيروس يلتصق بمستقبِل يسمى ACE2 وهو بروتين مرتبط بأغشية الخلايا الموجودة في الرئتين، والشرايين، والقلب، والكلى، والأمعاء.
في شهر مارس اقترح الباحثون أن الغبار الجوي المليء بالفيروس، والذي يمكن أن يظل في الهواء لفترات طويلة، يلعب دورًا في انتقال العدوى، لكن لم يتفق جميع الباحثين على ذلك.
استغرق الأمر أشهرًا للتكيف مع الأدلة على أن الغبار الجوي هو أحد طرق انتشار فيروس كورونا COVID-19، وتوصل الباحثون أيضًا إلى أنه يمكن للمصاب نشر المرض قبل ظهور الأعراض.
يعتقد الباحثون أن لقاحات COVID-19 تحث الجسم على صنع أجسام مضادة قوية معادلة يمكنها منع الفيروس من إصابة الخلايا. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الأجسام المضادة تكفي لوقف العدوى، أم إلى متى تستمر فعالية هذه الجزيئا
:تصفح أيضاً
يعد تغيير نمط البحث العلمي الصيدلاني وتسريع وتيرته أمرًا صعبًا، ولكن إتاحة لقاح للسيطرة على COVID-19 أصبح أمرًا ملحًا للغاية، ولا بد من حدوثه؛ إذ أن الابتكار الطبي يتميز بسرعته في وقت الأزمات.
إن صناعة الأدوية باهظة الثمن وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا للانتقال من اكتشاف الدواء إلى علاج المرضى فعليًا. وتعد اللقاحات مشكلة خاصة؛ إذ يحتاج العلاج إلى عدد كبير من الأشخاص الأصحاء لاختبار فعالية اللقاح، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الطفرات لبعض الفيروسات.
من الصعب إدخال تكنولوجيا جديدة إلى الطب، إذ لا بد من مراعاة أن يكون الدواء المصنع آمنًا وفعالًا، فإذا ثبت أن دواءً ما غير آمن فهو لا يعرض حياة الناس للخطر فحسب، بل يضر بثقة الناس في العلوم والطب على نطاق أوسع.
لذا تفشل غالبية اللقاحات في أثناء التطوير، وعادة ما تستلزم إطار زمني مدته عشر سنوات لطرح لقاح جديد في السوق. وتعتمد استجابة البحث العلمي الصيدلاني تجاه وباء كورونا COVID-19 واختصار هذا الجدول الزمني، على توفير التمويل المطلوب، أو استخدام تقنيات جديدة لصنع اللقاحات.
هناك أكثر من 230 لقاحًا مرشحًا ل COVID-19، ولكن الدراسات عليهم حديثة وغير مثبتة، لذا فإن الاستثمار فيها يمثل مخاطرة.
صعد نظام العلاج عن بعد إلى دائرة الضوء في الآونة الأخيرة وتحديدًا بعد جائحة كورونا، ما ساعد الفريق الطبي على الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات المرضى والمصابين بفيروس كورونا المستجد.
تعمل الخدمات الصحية عن بعد على سد الفجوة بين الأشخاص والأطباء والأنظمة الصحية، وتمكين المرضى من التواصل المستمر مع الأطباء كحل فعال للوقاية والعلاج، والحد من انتشار COVID-19 إلى أعداد كبيرة من الناس وخصوصًا الطاقم الطبي.
استطاع نظام العلاج عن بعد أن يوفر شريان حياة للمرضى على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للاتصال بمقدمي الرعاية الصحية لهم؛ ما أدى إلى توفير الراحة والطمأنينة لهم في هذه الأوقات العصيبة.
ينقسم العلاج عن بعد إلى ثلاث أدوار وهي:
الأول بسيط: ويتضمن فحص المرضى عن بعد، وفرز الذين يعانون أعراض شبيهة بالبرد والإنفلونزا، ورعاية من لا يحتاجون إلى تدخل طبي مباشر، وبالتالي إبعادهم عن الإصابة المحتملة من المستشفيات وعيادات الأطباء.
زيارات الفيديو: للمرضى الذين يعانون مشاكل صحية وأمراض مزمنة، تجنبًا لخطر إصابتهم بالفيروس، الذي قد يكون قاتلًا بالنسبة لهم.
في حال إصابة الطاقم الطبي: سيتم عزله ولديهم خيار الاستمرار في رؤية المرضى عن بعد وتقديم الخدمة.
يتسبب فيروس COVID-19 في الكثير من المشاكل في صحة الإنسان، ومن ضمن الأعراض الرئيسية للفيروس التعب وصعوبة التنفس والسعال الجاف؛ لذا فإن حاجة المرضى للأكسجين أمر بالغ الأهمية.
لذلك لجأ المختصون بالبحث العلمي لتطوير أجهزة العلاج بالأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، وتحديث جهاز تنفس جديد عالي الضغط يسمى Ventilator Intervention.
أيضًا تطوير جهاز CPAP متعدد الطاقة للدعم التنفسي للمرضى الذين يعانون مشكلة في التنفس.
أحد الجوانب الأكثر لفتًا للانتباه لـ COVID-19 هو الاختلافات الصارخة في تجارب المرضى. بعض الناس لا تظهر عليهم الأعراض أبدًا، في حين أن البعض الآخر على ما يبدو بصحة جيدة، لكن يعانون من التهاب رئوي حاد أو حتى مميت.
لذا يرى كاري ستيفانسون، عالم الوراثة والرئيس التنفيذي لشركة DeCODE Genetics، أن البحث العلمي الذي أجراه فريقه عن المتغيرات الجينية البشرية قد يفسر بعض هذه الاختلافات السريرية الهائلة، وأن التباين الجيني بين الأفراد قد يؤثر على شدة العدوى وقابلية الإصابة بالفيروس.
من الأمراض المعوية المعدية، وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا الكوليرا. وبكثير من البحث العلمي توصل العلماء في عام 1900 إلى أول لقاح للكوليرا.
مرض تلوثي معدٍ يسببه فيروس فاريولا أثر على البشرية لآلاف السنين، وحصد الملايين من أرواح البشر. يعد اكتشاف لقاح للقضاء على الجدري في عام 1980 في جميع أنحاء العالم قفزة علمية غير مسبوقة.
مرض تنفسي فيروسي يسببه فيروس سارس ويؤدي إلى التهاب رئوي حاد وصعوبة في التنفس، وقد أعلن باحثون كنديون أنهم اكتشفوا التكوين الجيني للفيروس، وما زالت الجهود تبذل لاكتشاف لقاح يكافح هذا الوباء.
يعد فيروس H1N1 مزيج لفيروسات من الخنازير والطيور والبشر، ويتسبب في عدوى الجهاز التنفسي للإنسان.
في 24 أبريل 2009، وتحديدًا بعد 9 أيام فقط، من الإعلان عن أول إصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، قامت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بتحميل التسلسل الجيني للفيروس إلى قاعدة البيانات العامة وسارعت فرق البحث العلمي الصيدلاني إلى تطوير اللقاح. في أغسطس 2010 أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الوباء.
أدى وباء إيبولا إلى وفاة 11,000 شخص في غينيا وليبيريا وسيراليون، لذا يعد دور البحث العلمي في اكتشاف لقاح فعال لمكافحة تفشي المرض قفزة في تاريخ العلم الحديث.
في زمن الحرب العالمية الأولى ظهرت الأشعة السينية التي طُوِرت قبل عٍقدين من الزمن، أيضًا شهدت الحرب العالمية الثانية أول إنتاج واسع النطاق للمضادات الحيوية، بينما نُشر الاكتشاف في عام 1929.
وأخيرًا……
يعد اكتشاف الأدوية واللقاحات لمرض أو وباء، طريقًا طويلًا ومرهقًا ومكلفًا؛ لذا يحتاج الأمر الكثير من البحث العلمي والتجارب للوصول إلى عقار له فعالية في القضاء على المرض.
تصفح أيضاً:
خديجة عبد الحميد
المصادر
https://www.healthline .com/health-news/what-happened-the-last-time-we-had-a-vaccine-duringa-
pandemic
https://theconversation .com/the-world-before-this-coronavirus-and-after-cannot-be-the-same-13
4905
https://www.mayoclinic .org/diseases-conditions/swine-flu/symptoms-causes/syc-20378103
https://search.usa .gov/search?utf8=%E2%9C%93&affiliate=fda1&sort_by=&query=What+is+the
+impact+of+these+new+discoveries+of+covid-19-vaccine+%28or+experiences%29%2C+and+
what+are+the+prospects+for+their+potential+uses%3F
https://www.abc .net.au/news/2021-01-12/astrazeneca-pfizer-what-is-the-difference-in-covid-19-
vaccines/13048284
https://theconversation. com/coronavirus-how-the-pharma-industry-is-changing-to-produce-a-vac
cine-on-time-146935
https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/1600-0498.12311
https://www.cedarville. edu/academic-schools-and-departments/pharmacy/research/pharmaceuti
cal-science-research
https://m.dw.com/ar/%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%8A%D8%A
D%D8%B1%D9%83-%D8%B9%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8
%A8%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D
09 أبريل . 5 دقائق قراءة
01 ديسمبر . 10 دقائق قراءة
07 يناير . 1 دقيقة قراءة