قصصٌ وكتب

صلاة القلق - أحمد سمير ندا

صلاة القلق - أحمد سمير ندا

.

  0
  0
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
هي وأنتِ!

هي وأنتِ!

أتسألينَ عن علاقتي بها؟ 
إليكِ ما أنا عليه دونكِ. 
أنا رجلٌ مِنْ لحظةِ فراقنا باتتْ رجولتي متهالكة.
قلبي تحطّمَ ولم تقوَ أنثى على ترميمِ أجزائهِ.
مشاعري تجمّدت، في ثلّاجةِ أيّامِكِ الخالدة .
ذاكرتي لا تحتفظُ إلّا بصوتِ أنفاسِكِ وتنهُّداتِكِ.
نظري يرى كلَّ النّساءِ أنتِ وكلَّ الجمالِ عينيكِ.
سمعي ما زالَ مُرهفًا لرنينِ ضحكاتِكِ الرّزينةِ.
إحساسي دُفِنَ بيدِيكِ بعدَ أنْ سُلِخْتِ عن وجهي.
 
إنّها معي وأنا لسْتُ معها.
ليسَ هناكَ ما تستطيعُ أنْ تملكَِهُ. قلبي ما زالَ مُلْكَكِ. عقلي ما زالَ سجينَكِ. عواطفي تحتضرُ أمامَ شريطِ ذكرياتِنا ؛ لم تتركي لي حتّى الغمراتِ، فشلَتْ يدايَ وأنا أعانقُ سرابَكِ.
أنا معها فقط لحظةَ أتخيّلُها أنتِ.

أيُّ رَجُلٍ أنا ؟ما لي لا أستطيعُ أنْ أتخطّى رحيلَ أنثى؟
ما لي أترُكُ الكونَ وضجيجَهُ لأنزويَ في غرفتي، لأُصغيَ لصوتِكِ الّذي ينبعُ مِنْ جدرانِها لمّا أحبَبْتِني بجنونٍ، لمّا كُنْتِ الكُلِّ والعدمَ
لمّا اخترتِني أنا ؟
رُغمَ كلِّ مأساتي ومُعاناتي لرحيلِكِ ولكنّني أرى أنّني محظوظٌ
محظوظٌ لأنّكِ نادَيْتِني حبيبي وعمري وروحي.
محظوظٌ لأنّي غفوْتُ مرّةً على ركبتيكِ. 
محظوظٌ لأنّي لَمَسْتُ شعرَكِ الدّاكنَ وَبَعْثَرْتُهُ.
محظوظٌ لأنّي قبّلْتُكِ وَلَمَسْتُكِ وَتَنَشّقْتُكِ.
محظوظٌ لأنّني تأمّلْتُ غفوةَ عينيكِ.
محظوظٌ لأنّني كنْتُ و مازلْتُ مُلْكَكِ.
محظوظٌ لأنّكِ كُنْتِ طفلتي وَحُبَّ حياتي.

...

.

  0
  1
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
مواضيع قد تهمك
تجارب شخصيّة
ثقافةٌ صحيَّة
فلسفة
شعرٌ ونثر
قضايا الطفولة
قصصٌ وروايات
تطوير الذات
كتبٌ وكتّاب
Crypto بالعربي
معارضٌ ولوحات
مجتمع وقضايا
نقدٌ وتاريخٌ فنّي