ريجيم العقل الباطن!

Kenan Dumat

24 يونيو  .   7 دقائق قراءة  .    1343

- ما ستقرؤونه هنا هو رحيق مقالات طالعتها، لقاءات تلفزيونية وفيديوهات شاهدتها، معاناة عايشتها لأشخاص أعرفهم شخصياً أو في الواقع الافتراضي، مضافاً إلى ذلك خلاصة تجربة شخصية مع رشة من الأفكار والآراء والقناعات الخاصة.. لذلك عزيزي القارئ ... لا تسألني عن المصادر.. إن طابت لك متابعة القراءة فأهلاً ومرحباً بك في عيادة "التخسيس المريح للكرش غير القبيح".. أما لو كان عندك مجرد شك بأن ما ستقرؤه عك.. فتابع ال scroll.. و  that's all.

- كلنا سمع أو قرأ عن العقل الباطن أو اللاواعي sub-conscious، وكلنا لدينا في عائلاتنا واحد أو أكثر من أولئك الأطفال العنيدين المشاكسين الذين يفعلون تماماً عكس ما تطلب منهم أو توجههم إليه. 

عقلك الباطن يشبه إلى حد بعيد أولئك الأطفال ...

طفل يمتص كل شيء من حوله دون إدراك أو معالجة، يفعل ما يحلو له وغالباً عكس المطلوب.. وعادة يلجأ الأهل إلى "المسايسة "والخداع في التعامل مع هذا النوع من الأطفال.. اتبع نفس الأسلوب مع عقلك الباطن.

لا تطلب شيئاً من عقلك الباطن بطريقة مباشرة، التمهيد ضروري وكذلك استخدام العبارات الإيجابية وغير المنفية (لا سيما أن الممنوع مرغوب)، وذلك يتم على مراحل، أي أنك لن تحصل على النتيجة بصورة فورية.

- هل أنت ذو وزن زائد؟!

  هل تحب الطعام مثلي وتعشق السكريات والنشويات؟!

  هل جربت حميات مختلفة وكلها باءت بالفشل؟!

  هل أصبت بالإحباط والكسل واستسلمت؟!

  وهل تتساءل الآن عن علاقة تلك الأسئلة بالكلام المذكور في المقدمة؟!

بعيداُ عن الناحية البيولوجية _ رغم علاقتها الوثيقة والأساسية _ لكن دعني أخبرك سراً...! عقلك الباطن مسؤول بشكل غير مباشر أيضاً عن ذلك! وسأنقل لك عبر مشاهد بسيطة لأشخاص عاشوا تجربتي وتجربة الملايين من أصحاب الوزن الزائد، الدور الشرير لذلك الوغد ربيب فرويد.

* أحمد طالب جامعي يعاني الاكتئاب لأن (حاله مو ماشي مع البنات).. فهن يفضلن بالطبع الشاب ذو الجسم الرياضي المشدود على أحمد صاحب الجسم الممتلئ كثير الدهون. يلجأ أحمد إلى حمية تقوم بشكل أساسي على الحرمان التام من السكر والخبز. بعد أربعة شهور لا يلاحظ أحمد تغييراً يذكر في الوزن، بل وعلاوة على ذلك يكتشف من خلال الفحوصات والتحاليل ارتفاع نسبة سكر الدم لديه!.

كي نكون منصفين، يجب أن نعترف بأن تنظيم معدلات سكر الدم ليس بالأمر البسيط، وهو يقوم على عوامل عديدة أهمها عمل البنكرياس ومراقبة معدلات سكر الهيموغلوبين ومعدلات الاستقلاب وغيرها. لكن بعض الدراسات تؤكد أن عقلك الباطن الشقي وعند إحساسه بنقص أو فقدان عنصر ما (السكريات هنا) يتطوع غير مشكور وكرد فعل على النقص إلى تخزين أي جزيء منها يدخل جسمك.. 

* سمير أيضاً لم ينجو من الاكتئاب خاصة مع اليأس الذي يصيبه كل صباح عند مشاهدة جسده العاري في مرآة الحمام بعد الاستحمام، وكثيراً ما يسمع الأهل صوته وهو يشتم نفسه وجسمه، أو يرونه ينظر باشمئزاز وهو يمسك طبقات الدهون في بطنه وصدره. وهذا كله ليس بسبب الفتيات، فسمير يخجل بجسده عموماً ويخفيه عن طريق ارتداء ملابس معينة، ويحرم نفسه من السباحة التي يعشقها ومن كثير من المناسبات فقط خجلاً من سمنته.

* وضع منى لا يختلف كثيراً، فهي كذلك باتت تكره جسدها وتمقت نظرات صديقاتها الساخرة أو المشفقة أحياناً.. تكره حرمانها من ارتداء أثواب أنيقة كالتي يرتدينها، ومن نظرات الشبان المعجبة.!

سمير ومنى حاولوا جاهدين وبصدق إنقاص وزنيهما دون جدوى.. لم يبخلا على نفسيهما بزيارة الأطباء والاختصاصيين أو باتباع الحميات المختلفة مثل الصيام المتقطع والكيتو دايت وغيرها.. والنتيجة كانت الفشل دائماً، أو في أحسن الأحوال كانا يفقدان كيلوغرامات قليلة جداً وسرعان ما تعود مضاعفة.!

عقلنا الباطن يتعامل مع ال DATA التي يتلقاها من المحيط كما هي دون معالجة ويتشبث بالصورة التي يراها ويقاوم تغييرها، ولذلك فهو يتلقى صورة رفضك لجسدك كما هي ويتعامل على أساسها أنها الصورة التي يجب أن تبقى أو التي يجب ان يحافظ عليها.. هو يدفعك إلى كل السلوكيات التي تحافظ على هذه الصورة.. بنفس الآلية التي يتلقى بها أي إشارات سلبية من الخارج فيقودك دون وعي في كل السبل الممكنة التي تؤكد تلك الإشارات السلبية.. وهو مبدأ قانون الجذب الذي يستغلنا به مدربو التنمية البشرية.. ((عندما تفكر بطريقة إيجابية بأشياء جميلة تحبها، يبدأ عقلك بطريقة غير واعية بتهيئة الأفكار التي تنير لك الطريق ويصبح أكثر قدرة على التفكير المنطقي السليم مما يساعدك على اقتناص الفرص بشكل أكبر وعلى أن تكون أكثر وعياً لما يفيدك ويحقق غايتك ويمنحك الطاقة اللازمة للسعي..

 بالتأكيد لن تهبط تلك " الأشياء الجميلة " من السماء فجأة أو يأتي لك بها بابا نويل ويضعها في جرابك قرب الشومينيه بسحر قانون الجذب المزعوم.!

- وإليكم الآن نصائحي الذهبية التي طبقت بعضها بالفعل، وكانت نتيجتها مذهلة حقاً.. 

صحيح أني لا أتبع أي حمية الآن، وأن جسمي لا يزال ممتلئاً، لكني راض تماماً، والمهم عندي الحفاظ على الوزن ثابتاً بدل زيادته أكثر من فكرة إنقاصه.

1- أولى النصائح وأهمها.. قبل كل شيء.. وبعيداً عن كلام تجار التنمية البشرية.. اقبل نفسك كما أنت.. أحبها.. واعتد عليها بكل حالاتها.

التغيير صعب دون شك، لكن صعوبته ستتضاعف عند رفضك وكرهك لنفسك أو لعيب فيك (كما رأينا سابقاً.. بسبب معاكسات كوكب العقل الباطن الذي يشكل مربعاً مع كواكب العقل الواعي والإرادة في بيت التغيير عزيزي القارئ)

2- لا تلقِ بالاً قدر المستطاع لكلام وتعليقات وملاحظات الأخرين، لا تقارن نفسك بأحد لأنك ببساطة مختلف (بيولوجياً ونفسياً وتربوياً).. وتأكد بداية أن أي تغيير تطمح إليه يجب أن تكون بوصلته أنت.. من أجلك فقط.. لترضي نفسك فقط.. ولصحتك فقط.

3- لن أذكرك بضرورة الحفاظ على سرية أهدافك وخطواتك قدر الإمكان، فمثل "داري على شمعتك تقيد" مثل صحيح جداً.. إذاعة ونشر كل تحركاتك ونشاطاتك وللجميع  فعل غير محمود ولأسباب متعددة لن أخوض بها!.

4- لا تحرم نفسك من أي نوع من الطعام.. أي شيء.. أبداً.. ثق بي!

((أكيد في حال لم تكن تعاني مشكلة صحية ما أو مرضاً ما أو تتناول أدوية معينة تتطلب منك الامتناع عن أنواع محددة من الطعام)).

تناول كل شيء.. كل ما عليك مراعاته هو بعض التنظيم والمراقبة في البداية فقط.. بعد ذلك ستعتاد الأمر ويصبح أسلوب حياة ولن تقلق بشأنه.. كأن تتناول كميات معقولة دون مبالغة، وأن تنظم مواعيد وجباتك وتكثر من شرب المياه..

لا تمتنع عن السكر تماماً (وكذلك الملح والخبز).. لكن لتكن الكميات اليومية أقل ومدروسة أكثر.

مبدأ الحرمان دون سبب حقيقي هو مبدأ مرفوض تماماً بالنسبة لي، لاقتناعي أن الجسم يحتاج كل أنواع الطعام، خاصة أن البدائل "الصحية" إما غير متاحة في جميع الأوقات أو غير موجودة أصلاً، أو حتى باهظة الثمن وليست في متناول المواطن العادي البسيط (وهذا أحد عيوب الحميات الغذائية التي يتحفنا بها الاختصاصيون على التلفزيون أو على شبكات التواصل، بالإضافة لعيب آخر من وجهة نظري، وهو الكميات القليلة جداً ضمن الوجبة والتي تكفي فقط لإحباط من سيحاول اتباعها.. الأصح هو التقليل التدريجي للكميات وليس أن نبدأ فوراً بتناول وجبة صغيرة بعد ان كنا نملأ معدتنا حتى التخمة).

5- نأتي للفضيحة.. فهذه القاعدة لا أطبقها.. اعذروني.. الاعتراف بالخطأ فضيلة..

الرياضة..

مارس أي شكل تحبه من أشكال الرياضة.. كلها مفيدة (ايروبيك-يوغا-جري-مشي-كرة-سباحة-رقص..)

ويؤسفني هنا إخبارك _ عزيزتي ربة المنزل _ أن الأعمال المنزلية.. رغم ما تبذلينه فيها من مجهود جبار.. لا تعتبر رياضة.. ولا تفيد في إنقاص الوزن.. فهي علمياً ليست حرقاً للدهون.. وإنما حرق لمفاصلك المسكينة فقط.!

6- بالنسبة للمشروبات.. صراحة لا أعرف مدى فاعليتها في هذا المجال.. لكن عموماً المشروبات الطبيعية هي بطبيعة الحال مفيدة عند تناولها باعتدال (الليمون-الكمون-الزنجبيل-القرفة-الشاي الأخضر..).. لكن الشيء المؤكد أنه في حال كان لها دور في إنقاص الوزن فهو دور مكمل أو مساعد وليس دوراً مباشراً.

7- كن صبوراً.. لا تستعجل.. وأكرر لا تقارن نفسك بأحد.. لا تستعمل الميزان مطلقاً.. اترك الحكم لنظرتك لنفسك فقط ولمقاسات ملابسك.. ولا تتعامل مع الموضوع كواجب أو وظيفة.. وإنما تصرف ببساطة ودون اهتمام زائد.. عش حياتك.

نحن نخدع العقل الباطن اللعين.. لا تنس.!

- أرجو ألا أكون قد فوت عليك شيئاً.. أظن أن هذه هي النقاط الرئيسية.

أردت فقط أن أشاركك بقناعاتي الخاصة وتجربتي الشخصية في هذا المجال.. 

عدى الوزن الزائد، عانيت من ارتفاع معدل سكر الدم في فترة سابقة من حياتي، وباتباع تلك الخطوات (جميعها تقريباً) أعدت ضبطه في أقل من شهرين.. 

لا أعرف كم كيلو غراماً خسرت، ولكن ما أعرفه جيداً أني تمكنت من ارتداء قمصاني المفضلة مجدداً بعد أن كانت لا تقفل على بطني..!

  4
  3
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال