19 يوليو . 3 دقائق قراءة . 727
على دراجتها الهوائية تدور غزل كل نهار أحد قاصدة البيوت الجبلية المليئة بالورود فتتنشق عبيرها المنبعث في الأرجاء.
ذات يوم لفتها منزل قديم حدائقه تحتضن أنواعاً مختلفة وغريبة من الزهور والشتول. ركنت دراجتها بجانب شجرة سنديان واقتربت تُمتع نظرها بالالوان العديدة والأصناف الكثيرة فجأة وقع نظرها على سخرة نُحت عليها جملة، اقتربت منها لتستطيع قراءة الكلمات فكانت الصدمة، الجملة المنحوتة اسمية قصيرة مؤلفة من كلمتين "مقبرة السعادة" أخذت تنظر من حولها وتطرح على نفسها أسئلة عديدة: أيمكن لهذه الجنة أن تكون مقبرة بنفس الوقت؟ من الذي دفن سعادته هنا؟
فيما كانت تحاكي نفسها رأت شاباً من بعيد يقوم بريّ الزهور وتقليم بعضها توجهت نحوه ألقت عليه التحيّة ولكن رضّه كان خجولاً عَرَفته عن نفسها
_ أسمي غزل (مدت يدها مصافحة)
_تشرفنا ورد
_لفتني ما كتب على الصخرة؟ أيعقل أن يكون هذا المكان مقبرة؟
_إنها قصّة يطول شرحها وتعنيني.
_لدي الفضول لمعرفتها وقضاء بعض الوقت برفقتك.
قدم لها ورد القهوة ودعاها الى عرزاله الخشبي. هذه الجنة مقبرة حبي وعمري، أحببت فتاة تدعى جوليا كانت مفعمة بالحياة تراقص الشمس نهارا" وتعزف مع القمر ليلاً. أحبتني حتى الجنون كنت طفلها وحبيبها وعشيقها لم أكن يوماً متعباً إلّا وكانت ملجئي، لمستها تحييني ولكنني قتلتها.
كانت غزل تستمع لقصة ورد و تتفاعل معه عندما قال قتلتها صرخت بوجهه قتلتها كيف؟
أكمل قصته، كنت فخوراً بها حبيبتي عرضت عليها الزواج وأقمنا فرحاً بسيطاً. بعد الزواج لم أستطع التغلب على الذكورية في داخلي ولم أتخط تعقيدات المجتمع وجوليا كانت متحررة ملتزمة تفيض سعادة وتذلل العقبات لتستمتع بسعادتها لكنني كنت أخذلها في محطات كثيرة صنعت لها المطبات وحطمت أحلمها.
جوليا انتحرت، انتحرت تاركة رسالة قصيرة لطالما لحقت سعادتي وانت قتلتها فسألحق بها.
فهذه الجنة مقبرة السعادة، سعادة جوليا.