10 مارس . 2 دقيقة قراءة . 992
استيقظت باكرا هذا الصباح ، تناولت فطوري ،
و قرأت بعض آيات الإنجيل ، و دعوت القديسة مريم ،
أن تحفظني و تيسر لي حياتي ، ثم حملت حقيبتي
ذاهبة إلى المطار لأسافر إلى الدانمارك ،
لأستقر و أعيش هناك ، مع حبيبي أمين ،
لقد اشتقت إليه كثيرا .
مازلت أتذكر ، أول مرة تعارفنا فيها ،
كنا في الصف الخامس ابتدائي
و قبل ذلك ، كان يعيش في كوبنهاجن مع عائلته
فقرر أبويه أن يتركاه في المغرب ،
و تحديدا في مدينة " فاس " العريقة القديمة ،
المعروفة بالعلم و المعرفة لكي يتعلم اللغة العربيه
و يحفظ القرءان الكريم و علومه .
أما أنا ، فكنت أعيش في حي القدس ،
كانت حارة شعبية ، أناسها طيبون بسطاء ،
متواضعون كرماء ، متضامنون فيما بينهم ،
لا يعرفون الغدر و الخيانة و الظلم .
أسكن في بيت متواضع ، أنا و والداي و إخوتي ،
منذ تركنا موطننا الأصلي " سوريا " بسبب الحرب ،
قرر والداي أن نستقر بالمغرب .
المهم كنا في فصل الصيف ، ككل صباح ،
أمي تطلب مني الذهاب عند البقال ، لشراء بعض
الأغراض من خبز و جبنة و بيض ، و حليب لفطور الصباح ،
كأني لازلت أسمع نداءها ، و صوتها يهتف في أذناي " ديانا "
هيا يا حبيبتي ، روحي عند عمك " سعيد "
أجبيلنا أغراض الفطور ، يلا ماما يرضى عليكي " ...
غسلت وجهي بسرعة ، و ارتديت معطفي فوق البيجاما ،
و خرجت ، وقفت أنتظر دوري في البقالة ،
كان قبلي شخصين ، بنت الجيران " سعاد "
تشتغل كموظفة في البلدية ، كعادتها تشتري
بعض البسكويت و العصير ،
و " سمير " إبن الحارة المجاورة ، يأتي كل صباح
يشتري ياغورت ، و بعض الفواكه الجافة لخطيبته ،
و يرافقها إلى الجامعة ، هكذا جرت تقاليدهم يعتبرون
خروج المخطوبة وحدها دون خطيبها ، أو محرم عيب
و خلفي ولد صغير ، في نفس عمري ، إنه غريب عن الحي ،
ربما أتى لزيارة أهله ، أو قضاء العطلة عند عائلته هنا ،
يبدو وسيما جدا ، فملابسه شيك ، لا أعتقد أنه من المغرب ،
ربما من أناس أوروبا ، الذين يأتون في كل صيف ، للعطلة
اشتريت الأغراض ، كانت ثقيلة نوعا ما ، ثم بادرني بقوله ،
و صوته الحنون البريء ،
آنستي : لو سمحت ، هل ممكن أن أساعدك ،
لم أتردد ، فيدي قد أوجعتني ، أعطيته الكيس ،
ثم تمشينا ...
بادرني بالكلام ، و الحديث عن نفسه ،
و كيف أنه أتى مع والديه للعطلة ،
و بعد ذلك سيبقى في المغرب للدراسة ... تابع
بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
10/03/21