قصصٌ وروايات

زوجتي يا صلاتي المُعَاتِبَة

زوجتي يا صلاتي المُعَاتِبَة

زوجتي يا صلاتي المُعَاتِبَة الْمَهْجُورَة ...!!
يا شمعتي المحترقة أتوجه إليك بخضوع خاشع .!!
شبكت عشري على محرابك ، هل ترغبين في سماعها ..؟؟ 
مثل نَفَس الشتاء البارد الذي يداعب ، ثمار أشجار الكستناء ، 
أُقْسِمُ لَكِ ، أَعِدُكِ أن قلبي يخاطبك سراً ، أسَاعِدُ قلبها لِتَجِدَ 
الضوء ، في أعماقها ، ابتسامتها التي أضاءتها ، وجعلتها 
تلمع مرة أخرى ، خوفها في الداخل لن تُظْهِرَ ذلك ، 
سَتُبْقِي حزنها في داخلها ، لتجنيب من حولها طول 
انتظار الرد ، يزداد الخوف لشدة بعد المسافة ، 
تميل لحفر شقوق صحراء بلدي ، مرارا وتكرارا ، 
يترك المزيد والمزيد من الجروح الهائلة ، 
والاستفهامات لمعرفة غايتي منها ...!!
هل لقضاء حاجة ...؟؟ أم هو طوع أمر السيستام ...؟؟ 
أم شوق ..؟؟ وعشق ..؟؟ وقرة عين للأصدقين ..؟؟ لا أدري ..!!
هذه الصلاة أصليها من أجلك ، واعلم أنني هناك ، غائب حاضر ،
قريب جدًا منك ، أحبك على الرغم من المسافة التي بيننا ...!!
أنت سيدة الأحلام ، سيدة الأمل ، سيدة الجمال والصفاء ...!!
أنت سيدة الحروف وحركاتها فَتْحٌ وضَمٌّ وكَسْرٌ وسُكُونٌ ...!!
بركات ملابس جوامع الكلم ... منزهة نورانية ...!! 
وقف اللسان المبهم الأخرس في الليل البهيم ...!!
بالقرب من البحيرة الصامتة ، فقط الأغنية المزعجة 
للبومة العنيدة ، تعالت لتزعج سائر الأرض ، القمر في السماء ، 
يفيض بالنور ، حجاب طويل من الحرير ، حيث ينعكس الحب ، 
الوجه بالأسفل ، مرآة الجمال ، حافظ على أحلامها المغلقة ،
وأفكارها السرية ، إنها تمزج أنفاسها بأنفاس البشر ، عندما 
يدق منتصف الليل من برج جرس القرية ، العالم نائم ،
ولكن قلبها الخالد احترق ، مثل زنبق الماء الوردي 
بين زهور زنبق الصحراء ، طهارتها الروحية تعانق الطيور ، 
التي تحمل الكلمة القدسية ، إنها نفخة الماء في نفس الوقت ،
والرياح النطاطة التي تهز الإنسان ، إنها الجاذبية ، المعراج ،
الرحمة ، الروح في الحلم واليقظة ، في الحقول ، ملكة الليل ، 
الضوء في كل مكان حولنا ، نسمع ترانيم قدسية ، 
همهمات ملائكية ، لكن من يفهم حقًا رحلة الصلاة ...!!؟؟ 
لتكريم نعمتها ، وامتنانا للنور الخالد ، وامتداحا لجمالها ، 
وعشقا لمعناها ، فكيف بنا لو أننا أدركنا وعشنا أئمة حروفها ..؟؟
الشكر والثناء لدولة الجلالة ... هكذا بنى البشر عددًا 
لا يحصى من الكنائس ، المساجد ، لكن أَلَيْسَ هذا غروره 
حقًا أنه يريد أن يقدم قرابين الشموع لآلهة " الأنا "..؟؟
الرجل منهك في العروض والقشور ..!! 
الهندسة التشكيلية الجوفاء للمعابد ،
أعظم الحرفيين و أفخر الفنانين ،
أقاموا الصرح ، العمران ، الفاخر العظيم ، أشكال وألوان ،
وزخارف ، تسر الناظرين ، أراد التقاط الكمال ، الكبرياء ، 
هو انعكاس للجمالية والجلال والعظمة والرقي المخملي ،
كل ما تشتهيه وتفتقده هذه الأرواح 
اليتيمة .. الفقيرة .. الظمآنة .. المظلومة ..!!
لكن كم شخصًا قابلوا نظرتها الحزينة 
المفعمة بالتعاسة ... والنفاق والظلام ...؟؟
نعم ، كم عدد الذين رأوها بالفعل في الحقيقة ...؟؟
لكن هل سَلِمَ العالم من نظركم ورائحتكم وتدبيركم ...؟؟
عندما يرن منتصف الليل ... من برج الكنيسة المتهجدة ،
وهذا حتى الذئب اللئيم يتربص عند قلبها ، هذا القرين اللعين ،
يمشي يصحبها بتردد متثائبا متثاقلا ، بين صفوف المؤمنين ...!! 
المارد الماجن يغتصب العذراء البتول الطاهرة ، 
إنه ينتهك حرمتها ، يمزق ثيابها ويحرق أوراقها المباركة ...!!
فهل نحن بحاجة إلى النزف على المذبح ...؟؟
بينما روحها تُبَجِّلُ المياه الطاهرة ...!!
لماذا إذن نثقل كاهلنا بحلم خالد ..؟؟ أو أساطير خرافية ..؟؟ 
عندما يموت كل شيء ويولد من جديد في الطبيعة ..؟؟
أو ينتقل إلى البرزخ ...؟؟ أو إلى العدمية ...؟؟
إلى النعيم أو الجحيم مع التماثيل والأيقونات الثمينة ، 
المواكب الطويلة ، الكاتدرائيات الشامخة المبهرجة ..!! 
فقط اُسْكُتْ وَاَنْصِتْ ، وكلك آذان صاغية ، حتى تعلم حقيقتها ..!!
وابحث عن الإعجاب بالكائنات الخاشعة ، بين الثرى والثريا ..!!
إنهم صَلَوَاتٌ ...!! تَسْبِيحَاتٌ ...!! وجود الكلمات حلقات 
لامتناهية .. بألف ألف لسان .. تَطُوفُ القُلُوبُ بِمُحِيطِهَا ...!!

                  @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
                            15/01/23 Jouhari-Driss

...

.

  3
  4
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
أنا طائر السنونو

أنا طائر السنونو

أنا طائر السنونو
أعيش أتعايش ، بين هذين الشخصين ، 
أنا هادئ وهادئ إلى حد ما ، 
لكنه لا يدوم طويلاً ، 
مثل بضعة أيام أو ساعات ، لا يكفي أبداً ، 
في النهاية مازلت مبتدئا ،  
أتدرب على الوصول ، إلى جبل السلام ، و الرضا ! 
خلال هذه اللحظة ، " أنا "... " أنا " ، 
الوعي واللاوعي ، في صراع و تناغم ، 
مجرد رجل لطيف في طبعه ، عنيد في رأسه ، 
مع مشاعر طبيعية ، متقلبة أمواجه ، 
ثم فجأة ، دون القيام بأي شيء استثنائي ، 
أراجع ما بين مرحلتين ، 
لحظة مفرطة ، بالنشاط و الحيوية ، 
مع شعور بالقوة ، وبالتالي الرفاهية 
في نفسي ، و حياتي ، 
والأخرى حزينة ، كئيبة مفلسة ،  
مليئة بضجيج الأفكار السوداوية ، و الأرق ، 
تملأ الأجواء سكونا ، و ظلاما ، 
الحالة قاسية جدا ، 
لأنك تعتقد أنك في بيتك الآمن ، 
المتوازن بقاعدته الإسمنتية الحديدية ، 
حتى الأزمة أو الصدمة ، 
التي ستزلزل سقف عقلك بالكامل ، 
تصبح عادة متكررة ، في ملف الروتين ، 
لكثرة زيارتها لنا ، 
إنها لحظات زائفة ، من الفرح و البؤس ، 
تتناوبان ، تتعاقبان ، 
تتكاملان ،  تنسجمان معا ، 
ثم تتوحدان كجسد واحد ، 
كالليل و النهار ، أو النور و الظلام ، 
أو الموت و الحياة ... 
تجاذب الأضداد كما في فلسفة " اليين و اليانغ " ، 
على الرغم من أنني أقول ذلك ، 
إلا أنه بفضل هذه المراحل المتشابكة ، 
المتداخلة ، اللامستقرة ، 
الباعثة أحيانا ، على السرور الزائد ، 
و الحركة المفرطة ، 
تمكنت من إلقاء نفسي ، في تحديات لا تصدق ، 
والتي لم أكن لأجرؤ على تجربتها ،
في المرحلة العادية ،
لذلك كانت المغامرة شديدة ، ♥️
جنونية ، مثيرة ، ادرينالينية ،
تستحق المجازفة و المخاطرة ...

                  @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا " 
                             09/01/23 Jouhari-Driss

...

.

  1
  2
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
السنة الجديدة

السنة الجديدة

السنة الجديدة هي ميلاد 
كل أيامي من أفراح و أتراح 
تحقيق لإنجازاتي و إخفاقاتي 
كل نصوص و إصدارات السنة 
الماضية منها من طبع و حقق 
أرباحا مبهجة وافرة و الآخر بقي 
و لازال في المسودة لم يخرج 
ليرى النور لعلة في الكاتب أو القارئ 
ربما .. لوحات تشكيلية في الورشة 
ما زالت تنتظر نهاية تفاصيلها ♡غ
من ألوان و جزيئات مضيئة ♡ر
تبعث الحياة فيها لتخرج ♡ا
إلى عالم الجمال و الكمال ♡م
ثم ماذا بعد .. لم يبق إلا أيام ♡ك
قليلة ثم نطوي صفحة بالية 
من تاريخ صلاحيتنا ..  ♡ل
لقد تلقيت بطاقة دعوة  ♡و
لحضور حفلة رأس السنة  ♡ع
مع الجيران و إحياء التقويم  ♡ن
الميلادي .. الهجري .. الصيني .. ♡ي
الأمازيغي .. الإنساني .. وتقسيم 
الحلوى وتوزيع الهدايا التي تعذر 
وتغيب "بابا نويل" عن إحضارها هذه 
السنة لبني البشر لظروف صحية قد 
ألمت به .. أما زوجتي فمتحمسة 
للاحتفال و زيارة الأحباب و السهر 
مع الأصدقاء .. والأولاد في حالة 
طوارئ إنهم على أحر من الجمر
لفتح الهدايا و اكتشاف الألعاب 
الجديده لكن ما بين لحظة عين 
و انتباهتها في أقل جزء 
من الثانيه توقفت عقارب الساعه 
لم تعد تشتغل .. البطارية ماتت .. 
كل شيء توقف من حولي 
عن الحركة كأني ضغطت 
على زر " الريموت كونترول "
للإيقاف المؤقت للعرض 
عند مشاهدة فيلم ما ...!! 
الفرق فقط هنا أننا في واقع ♡و
تجمد كليا عن الحراك لم يبقى ♡ا
سواي ... ما عساي أفعل أمام ، ♡ش
هذه النازلة الجائحة العصيبة ...♡ت
السابقة الغريبة الفريدة من نوعها ♡ا
القيامة التي تذهل العقول خرجت ♡ق
إلى الشوارع لطلب المساعدة
ما إن خطوت عتبة الباب حتى 
وجدت نفس المشهد يتكرر ..
من البداية فهأنذا لا زلت ♡ل
و لا أزال في بيتي أحضر ، ♡و
للخروج للاحتفال مع عائلتي ♡ص
كأني في دائرة مغلقة وضعية ، ♡ل
متكررة لنفس الجزء لهذه الليلة ..!! ♡ك
مواقف أحداث تنعاد باستمرار 
بلا نهاية لتكملة هذه الأمسية 
لقد جربت جميع الأبواب 
كلها تؤدي إلى إعادة 
نفس السيناريو كيف لي
أن أوقف هذا المشهد أو فهم 
و فك هذه الشفرة فهم اللغز وكسر ♡خ
هذه الحلقة والخروج منها أو أصحح ♡ذ
جزءا أو حركة أو عنصرا أو موقفا على 
السكة الحديدية ولو بسيطا .. قيد أنملة ♡ب
لتغيير هذه المعادلة ... و تصحيح المسار ♡ي
من جديد ربما وقع خلل أو اضطراب كبير  ♡د
في ترتيب الأولويات ... و تجميع و تنظيم ، ♡ي
المعطيات .. أو لعلني أحلم في غيبوبة 
بعد حادث في الطرقات .. والتي لم أستفق ♡ا
منها بعد ... لكني فكرت مليا .. فلم أجد بدا  ♡د
إلا إحكام إغلاق الباب ... والبقاء في البيت ،  ♡ر
العائلي معهم .. ومنعهم من الخروج للاحتفال ، ♡ك
ربما تستمر الحياة هكذا لكن دون سابق إنذار أو أن ♡ن
أشعر بها .. انفصل "الظل" عن نسختي الأصلية كالفراشة ♡ا
التي تمزق شرنقتها وتركني في زاوية مظلمة ثم خرج معهم 
و اصطحبهم بعيدا عني ، لكن هذه المرة رجعت الأمور 
إلى مجاريها و طبيعتها إلى حد ما بشكل جديد و مختلف 
ومجهول واستمر الحفل في الزحام أقصد في الحياة ..!!
كل شيء ... من حيث توقف معي ... ثم فهمت أني "أنا"  ♡ي
الحلقة الضعيفة المسجونة في ذلك العهد القديم ، في تلك  ♡ا
المرحلة الزمنية .. خرجت مهزومًا من ذلك القطار  ، قيثارة 
تطل على جسدي من بعيد .. أرى على أوتارها المرتعدة 
الطائشة تناديني في فزع إلى أين تذهب بي يا أخي ..؟؟ ♡ا
وكان الصعاليك في دخان شوارع المدن الضخمة المدمرة ، ♡ل
حيث تتدفق البنادق والقلاع .. في رحيل البراءة من البيوت ♡ل
سيول البؤس دون توقف ... على الأرصفة القذرة وصحاري ♡ه
البشرية ، في ظل المجاري المليئة بدماء إخوتهم ، الرجال 
المرهقون بأجسادهم الوبائية ، النساء الغارقات في خمور ♡ي
الألم تبكي الظلال تحت مُتلازمة الذُّكورية الشرقية في ♡ا
صمت يحلمن أحيانًا بجنة بعيدة ، من فاتورة برجوازية 
لم ولن يسددها القيصر ، أو من بقايا الطعام المفضل على 
الطاولة البرستيجية للأباطرة ، أو من شراب الحليب من 
صدر العاهرة ذات النهود اللامتناهية .. لإثراء العالم بالقسوة ♡ك
والسذاجة ، الببغاء تكتب قدري في رواية رخيصة مليئة 
بتغريدات نقّار الخشب ولكن بمجرد أن يأتي النهار وينزعج ♡ع
نومهم ، وتفتح الدنيا أبوابها يعودون للزحف في جحيم 
التعذيب ... عيونهم الميتة لم تعد ترى الشمس مشرقة ، 
فقط متعطشة للتجديف في الملذات في الرذيلة ومع ذلك ♡ب
قريبون جدًا منهم الوحوش الوقحة ، مع قلوب منتفخة 
بالنرجسية بالبَدانة ، عدم الثقة والخوف يأكلان المجتمع ، 
الكلاب الضالة الماجنة .. تموت في الخارج ، أين أضعها ♡ة
أفي الشعر الأسود ..؟؟ أم في ترديد شعاره المنافق ..؟؟ 
أم في المساواة المهجورة .. القسمة الضيزى ...؟؟ 
هل أرض غايا .. هي حقا من حق .. كل بني البشر ..؟؟ ♡ا
هل سعادة الأطفال ... تولد لتوأد ... في مهدها ....؟؟ ،  ♡ل
هل لهذا أوجدتموني لأموت .. بشكل أسرع وأسرع ...؟؟ ♡ع
هل نكاح امرأة ... هو حلم كل شيء ... في المعركة ...؟؟  ♡ا
وراء الحلم الواحد ... سيدة للملكات ... هي أم الأنبياء ،  ♡ش
والكلمات والأشياء والملحميات هي مهد الحضارات ..!! ♡ق
تفتش أمي عن أبنائها في أورشليم .. في ديسمبر ..!! ♡ي
في ربيع الأول .. في حواء .. في الطبيعة المباركة !! ♡ن
في ولادة الإنسان حياة سنة جديدة لكل يوم من الأيام ..!!

                   @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
                            30/12/21 Jouhari-Driss

...

.

  1
  3
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
مواضيع قد تهمك
تجارب شخصيّة
ثقافةٌ صحيَّة
فلسفة
شعرٌ ونثر
قضايا الطفولة
تطوير الذات
كتبٌ وكتّاب
معارضٌ ولوحات
مجتمع وقضايا
نقدٌ وتاريخٌ فنّي