كتبٌ وكتّاب

ماذا كان آخر كتاب قرأته وعمّ كان يتحدث؟ شاركنا مقتبسات من كتبك المنشورة، او من كتبك وكتّابك المفضّلين... واكتشف ما يشاركه الآخرون!

مقدمة قصيرة جدا
نزيف الحبر

نزيف الحبر

2 دقيقة قراءة

عدوس السري

عدوس السري

6 دقائق قراءة

مثلث الغواية لإياد جميل محفوظ

مثلث الغواية لإياد جميل محفوظ

.

  1
  0
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
جدلية العلاقة بين الناقد والأديب

جدلية العلاقة بين الناقد والأديب

جدلية العلاقة بين الناقد و الأديب.

يقول الناقد والأديب د.حسين رحيـّم الحربي: قبل أن نناقش علاقة النقد بالأدب لابد لنا أن نشير إلى أن وجود الأدب سابق لوجود النقد، وقد يوجد الأدب ولا يوجد نقد، كما في الشعر الجاهلي مثلاً، فقد بلغ الشعر ذروته وأوجه والنقد يكاد يكون معدوماً أو لا يذكر في تلك الحقبة الزمنية. وقد يعزو البعض تأخر النقد عن الأدب بقولهم إن الأدب ظاهرة عاطفية تعبر عما يختلج في نفس الإنسان وما يعتريه من عواطف، وبذلك يكون الأدب رد فعل عاطفي، أما النقد من وجهة نظرهم فهو حالة عقلية منطقية في كثير من أوجهها وظروفها. وفي هذا يقول الأستاذ الدكتور عصام قصبجي؛ أستاذ النقد في جامعة حلب -رحمه الله-: «إن الثقافة العقلية تفسد البديهة الشعرية، لأنها تفتح أمام الذهن أكثر من سبيل، وتضع أمامه أكثر من احتمال، فيحار الشاعر بين التعبير والتفكير، أما البديهة فإنها تبرز ما يجيش في طبع المرء قبل أن تمسه حدة العقل»، فحسب وجهة النظر تلك يكون سبب ازدهار الشعر في العصر الجاهلي مثلاً هو البداوة التي لا تُحمّل الإنسان كثيراً من أعباء الحياة، وتشغل تفكيره بأمور عديدة، وعلى العكس تكون ولادة النقد، التي هي إحدى إفرازات الحياة المدنية، وتعدد سبلها، حتى في المأكل والمشرب والملبس.
ما قلناه سابقاً عن ازدهار الشعر الجاهلي لا ينفي وجود النقد في العصر الجاهلي لكنه كان نقداً انطباعياً بعض الشيء من طرف، ومن طرف آخر يعتمد على المُثُل والأعراف السائدة في مجتمع ذلك الزمن، ونتذكر ما يقال عن صومعة كانت تُضرب في سوق عكاظ للنابغة الذبياني حيث يأتيه الشعراء ويضعون ما جادت به قرائحهم بين يديه.
وفي العصرين الجاهلي والأموي كان الشعراء هم من يتصدر منابر النقد، ومن يتصدى لمهمة النقد يجيد نظم الشعر في الغالب وإن لم يكن شاعراً. ثم تطور هذا الأمر إلى أن أصبح النقد علماً يُدرس، ولم يعد الناقد بالضرورة هو الأديب. ومن وجهة نظري علاقة النقد بالأدب علاقة تكاملية إبداعية من كلا الطرفين، وليست علاقة تنافر وتضارب، وتصيد الهفوات والزلات، وقد يكون الناقد مبدعاً كما الشاعر أو الأديب، أو قد يتفوق عليه أحياناً إن كان ناقداً حصيفاً، يمتلك مخزوناً معرفياً كبيراً. وبرأيي أن علاقة الناقد بالقارئ أهم من علاقة الناقد بالأديب، لأن الأديب عندما أبدع منجزه الأدبي لم يضع في الحسبان أن هناك من سيأتي ويدرس ما كتب دراسة نقدية ليبين مواطن القبح والجمال في نتاجه. الناقد بالنسبة للقارئ في أكثر الحالات صديق حميم يمسك بسراجه ويمشي أمامه ليدله على جماليات معينة في النص قد يغفل عنها أو يمر عليها سريعاً لولا وجود الناقد، بل إن وجود الناقد في حياة القارئ يستفزه إيجابياً في كثير من الحالات فيعمل عقله فيما يقرأ ويطلق على النص أحكاماً نقدية في أحايين كثيرة تكون منطقية وواقعية. لا نريد أن نقول بأن علاقة الأديب بالناقد هي سمن على عسل وبرد وسلام دائماً، بل أحياناً تصل إلى حد الخصومة، والشخصنة، ويتعدى الأمر احتراف النقد أو الأدب، لكن وجود هذه الحالات الفردية لا يشكل ظواهر عامة، أو لا ينسحب على علاقة الأديب بالناقد بشكل عام.
التأثر بالعلاقة الشخصية
إن كان الناقد محترفاً في نقده، ويحترم ما يقوم به، ويقدر القراء والجمهور، فسيكون نقده حينها أقرب إلى الموضوعية والمهنية، يحاول تحييد عواطفه وذاتيته أثناء تناوله لقطعة أدبية، ويتعامل معها قدر الإمكان بشكل مجرد، بغض النظر عمن كتبها، وبذلك ينصب اهتمامه على النص فقط، دون الالتفات للكاتب، وهذا ما يسمونه في النقد الأدبي (موت الكاتب). لكن النقد ليس علماً معيارياً كالفيزياء والكيمياء، على الرغم من أن له قواعده وأدواته وأصوله، لكن الذاتية تدخل فيه من بعض الزوايا من حيث ثقافة الناقد وقدرته على استكناه بواطن النص. لكن بعض النقاد يـتأثرون عند تناول نص ما إما بعاطفة أو بعلاقة شخصية مع الكاتب فتصدر أحكامهم انطباعية ذاتية لا تخضع لمنطق الحياة والنقد معاً، ويحاولون إبراز جماليات مزعومة ليس لها وجود في العمل الأدبي أصلاً، وقد يفعل بعض النقاد ذلك من باب المجاملة، أو كضرب من التشجيع. وقد رأينا بعض الأعمال التي انبرى لها نقاد بالتطبيل والتزمير، وأشادوا بعبقرية كاتبها وأن مستقبله واعد، لكن تلك الأعمال كانت كفقاعة صابون أو صرخة في واد سرعان ما اختفى أثرها. وقد يشعر بعض النقاد بالإحراج فيجامل كاتباً أو أديباً، خوفاً على علاقة شخصية معه أو مراعاة لمشاعره. وهنا يجب أن يتبنى النقاد مقولة إن الصراحة في النقد لا تفسد للود قضية، لأن الناقد تقع عليه مسؤولية أخلاقية أمام القارئ؛ فيكون الناقد كمن يسقي العطشان كدراً وطيناً ويحاوله إقناعه بأنه زلال صافٍ. من تلك الزاوية يجب أن يفهم الأدباء أن مهمة الناقد هي ليست مدح ما تنتجه أقلامهم، وإظهار السمات الجمالية فقط، بل تتعدى ذلك إلى الإشارة لمواطن الخلل والضعف، ومطلوب من الكاتب أو الأديب ألا يتوقع كل ما يصدر عنه هو كلام فوق النقد والتصويب، وأن النقاد والقراء سيتلقفون نتاجه دون تمحيص. لكن رغم كل ذلك مازال المشهد النقدي والأدبي يعاني ضعفاً بسبب اعتبار العلاقة الشخصية بين الناقد والأديب أولوية أهم من موضوعية النقد. والنقد الأدبي –بحسب رينيه ويليك– إنشاء عن الأدب, وبالتالي فهو يعنى بتوصيف الأعمال الإبداعية ودراستها وسبر أغوارها وتقويمها ما استطاعَ إلى ذلك سبيلاً.
أما من ناحية الإجابة عن سؤال مفاده: هل اقتصر النقاد الأكاديميون على تناول ما يصدر عن المؤسسة الثقافية الرسمية؟ فبالإمكان القول إن انكماش الحركة النقدية الإبداعية الموضوعية، أدى إلى قلة الأعمال الأدبية الإبداعية الحقيقية المتفردة على الساحة الأدبية، وهذا بدوره أدى ببعض النقاد إلى إجازة نصوص سطحية تخلو من الهم السياسي والإنساني والاجتماعي، ولا تناقش قضايا قومية أو وطنية، ولا تعتبر لبنة في بناء الإبداع بل هي نصوص تعاني من ركاكة في اللغة وضعف في البناء الفني، وتعتمد على الإثارة الحسية. وانبرى نقاد ينتمون إلى مؤسسات نقدية معينة لتزكية هذه الأعمال التي لا ترتقي بذوق القارئ ولا تضيف له شيئاً جديداً، أو تقدم له متعة حقيقية كبعض أعمال عمالقة الأدب العربي. لكن بالمقابل هناك من النقاد المبدعين المجيدين، وإن كانوا قلة؛ من أمثال الناقد المغربي الأستاذ الكبير سعيد يقطين الذي يحاول أن يؤسس لنظرية فكرية ونقدية عربية جديدة تتسق مع روح ثورة عصر العولمة التي تجتاح العالم، ويحاول أن يعيد ألق الثقافة العربية الذي خفت بعض الشيء. وقد كان لي شرف المشاركة مع الدكتور يقطين في مؤتمر النقد الرابع في مدينة الرياض، حيث أتحفنا بإبداعه على مدى يومين هي عمر مؤتمر النقد، وكان صريحاً وجريئاً في آرائه أثناء تناوله بعض النصوص الأدبية، والنقدية أيضاً، أي ما يُسمى بنقد النقد.
أدعياء النقد
لقد دخل إلى مضمار النقد بعض الناس الذين لا يمتلكون خبرة أدبية أو لغوية أو حتى ربما فكرية، ظناً منهم أن من لم يستطع أن يكون أديباً بإمكانه أن يكون ناقداً، متناسين أن النقد في كثير من الحالات هو أصعب من إبداع نص أو قطعة أدبية. فراح هؤلاء ينشرون في الصحافة المكتوبة والإلكترونية ويمجدون كتّاباً وكاتبات يتوق معظمهم لسماع كلمة إطراء كتبت عنه، لأنه دخل المشهد الأدبي صدفة، أو بثقة بالنفس في غير محلها. هؤلاء (النقاد) اعتمدوا النقد الصحفي منهجاً، حيث إن معظمهم لم يطلع على أصول النقد وتطور مناهجه ونظرياته. هؤلاء ومن شاكلتهم خلقوا نوعاً من غياب الوعي النقدي الهادف، مما أفرز أعمالاً أدبية هزيلة. يقول الناقد سعيد يقطين: «إن العجز ليس في النقد ولا في المنهج البنيوي ولا في النص الأدبي، بل هو في قرارة أنفس هؤلاء النقاد الذين جنحوا إلى الكسل، وبدؤوا يميلون إلى الابتسار بدل النظر العميق إلى الظواهر الأدبية برؤية جديدة وروح متجددة».
أخيراً نقول إن للنقد دوراً مهماً ومحورياً في تعزيز المستوى الأدبي الراقي ورفع شأن حركة الثقافة. فالنقد يعتبر إحدى أهم ركائز الأدب وأهم المقومات والمؤثرات الفاعلة في الحركة الأدبية، وهو إرادة واعية ومنهج يستطيع به الناقد تصحيح مسار حركة الأدب والتأثير فيه. لأنه يضمن عدم الانحراف والتجاوز في مسار الحركة الثقافية ويضمن استمرار الإبداع وتجدده، من خلال موضوعية تامة تبتعد عن المجاملة والمحاباة أو التملق.
ندرة الطرح الموضوعي
ويبين الناقد طاهر الزهراني أن العلاقة بين الناقد والأديب تختلف بحسب الوعي والنضج والمرحلة الظرفية، فقد يكون الناقد في نظر الأديب مجرد متطفل، وقد يكون الأديب في نظر الناقد فاشل قليل دربة، لكن العلاقة في الوسط الثقافي العربي والمحلي يشوبها نوع من عدم الارتياح. إلا في حالة وجود علاقات قد تعطي بعض الرضا أحياناً.
وعما إذا كانت العلاقة الشخصية بين الأديب والناقد تنعكس بالضرورة على النقد يقول: ربما، لكن الغالب ما تكون ملوثة بالمحاباة، وهذا للأسف ملاحظ جداً، وغالباً ما تكون مكشوفة وجالبة للغثيان. أما النقد والطرح الحقيقي الموضوعي فهو نادر وعزيز في ظل العلاقات الشخصية.
ويؤكد أن النقد الجريء يسبب إحراجاً للناقد في علاقته الشخصية مع الأديب خصوصاً إذا كان الطرف الآخر غير متقبل للنقد، لأن مثل هذه الأمور تحتاج إلى نوع من الوعي والتقبل والنضج، وهذا نادراً ما يتوفر في شخص ما، لهذا نرى كثيراً من العداوات والقطيعة بسبب قراءة نقدية ما. 
وبسؤاله إن كان يوجد لدى الأدباء استعداد لتقبل النقد بكل أبعاده وجوانبه؟ يقول: بلا شك خصوصاً إذا كان النقد موضوعياً، يتعرض للسلبيات والإيجابيات، ويكون هناك إنصاف ولغة مقبولة، لأن بعض الأدباء يحرص على السلبيات ليستفيد من التجربة التي كتبها، إن النقد الموضوعي غالباً إذا كتب بلغة صادقة وكان منصفاً، فهو يجد قبولاً عند البعض. لكن الإشكالية التي تقع فيها الإشادة الكاذبة، والقدح الفج، والنقد الرخيص الذي يكون لمآرب أخرى.
وحول إذا ما كان يرى أن هناك عزوفاً من النقاد الأكاديميين عن الأعمال الإبداعية التي تصدر من خارج هذه المؤسسات، يقول الزهراني: نعم هناك عزوف مخجل جداً، لا أعرف أسبابه. هل يعود إلى عدم المتابعة؟ أم إلى عدم الرضا بالتجربة؟ بصراحة لا أعرف.
وحول ما إذا أصبحت الساحة الأدبية تعاني من حالة تطفل من بعض أدعياء النقد الأدبي يؤكد الزهراني أن هناك نقداً أكاديمياً من مهماته دراسة الأعمال الإبداعية وتحليلها وفق دراسات ومناهج معينة، فهذا له أهله، ولا ينبغي أن يخوض فيه غير المتخصصين، وهناك نقد انطباعي عام يهتم بجماليات العمل الإبداعي بشكل مجمل، وقد يتناول الأعمال الإبداعية فناً ومضموناً، ويعرج على السلبيات والجماليات، ويرضخ غالباً للذائقة الأدبية، وهذا من حق أي متذوق للأدب أن يمارسه دون ملام، لأنه رأي وانطباع يخص كاتبه. 
تبادل الإبداع
الناقدة والقاصة شيمة الشمري تقول: إن هناك علاقة دائمة ومستمرة بين الناقد والأديب، ويجمع بينهما تبادل إبداع، فالأديب مبدع وكذلك الناقد مبدع في مجاله النقدي. وتضيف: الأديب ينثر ما لديه في سماء الإبداع؛ فيتناوله الناقد بما لديه من أدوات نقدية وتلك تختلف من ناقد إلى آخر. 
وتقول الشمري: العلاقة الشخصية بين الأديب والناقد تنعكس بالضرورة على النقد؟
ربما.. وهذا ما نسميه المجاملة التي تأخذ حيزاً لا بأس به في وسطنا الثقافي، بل في حياتنا عامة!. 
وبسؤالها إن كان النقد الجريء يسبب إحراجاً للناقد في علاقته الشخصية مع الأديب تقول الشمري: ليس هناك نقد جريء ونقد خجول.. النقد يفترض به أن يكون للنصوص والعمل الإبداعي بطريقة فنية إبداعية لتظهر لنا جمال النص من رماديته.. وما نراه وما يسميه البعض نقداً جريئاً قد يندرج تحت تصفية الحسابات أو مجاملة الآخر، وهذا ليس من الإبداع في شيء، النقد ليس تسقط أخطاء بل هو قراءة فنية توازي النص جمالاً أو تفوقه، ونحن نفتقد للناقد المبدع المتخصص.. وإذا ما كان لدى الأدباء استعداد لتقبل النقد بكل أبعاده وجوانبه تقول شيمة: النقد إبداع ونحن لا نتقبله فقط بل نحتاجه، النقد دعم للإبداع ونشر له. 
وبسؤالها عن عزوف النقاد الأكاديميين عن الأعمال الإبداعية التي تصدر من خارج هذه المؤسسات؟ تقول: التخصص الأكاديمي لا يعني بالضرورة امتلاك الروح الإبداعية النقدية، وقد يبدأ العزوف من هنا.. هناك عدد من النقاد يقدمون قراءات نقدية في منتهى الجمال وهم غير أكاديميين.. ولاشك عندما يجتمع التخصص الأكاديمي مع المهارة النقدية سنصل إلى الناقد الذي نريد، الناقد المبدع.
وتؤكد الشمري أن الساحة الأدبية تعاني من حالة تطفل من بعض أدعياء النقد الأدبي وتقول: هناك من لا يمتلك أدنى حس أدبي، وتراه يستل قلمه ليصب جام جهله على نصوص أعلى بكثير من قامته النقدية، وأعمق من وعيه الغائب، ويبدأ ببناء وهمه الكبير بمساندة بعض أدعياء الإبداع . 
النقد مختلف عن كل هذا.. إنه تكامل، إبهار، غيوم ماطرة بالفكر والجمال لترقى بالذائقة وتبحر أكثر في عمق الإبداع تجعلك تعاود القراءة للعمل مرة أخرى لتبدأ رحلة اكتشاف جميلة.
النص وليس الشخص
ويقول يقول الأكاديمي والناقد د يوسف العارف من خلال العلاقة بين الناقد والأديب والثقة بين كل منهما ومعرفة الدور الذي يقدمه كل واحد للآخر، عادة ما تكون العلاقة ودية وعلمية إذا اعترف الأديب بأن النقد ممارسات تطبيقية توجه العمل الأدبي وتنضجه وبخاصة للأديب المستجد الذي يحتاج إلى الممارسة النقدية والتطبيقية.. ولكن في مرحلة متقدمة من هذه العلاقة الودية يكون دور الناقد الوقوف الجمالي عند النص الأدبي وتقديم نص موازٍ/إبداعي يتخلق في مادته الأولية من النص الأدبي.
وكثيراً ما يصل الأديب الحقيقي إلى تجاوز الناقد وعدم الانتظار لأطروحاته على اعتبار أنه صاحب السبق، وما النقد إلا عمل تالٍ ولاحق وعالة على النص الأدبي، فلولا النصوص الأدبية التي ينشرها الأديب لما وجد النقد والناقد. 
ويضيف العارف: ولكن المهم ألا نشخصن القضية، فالأديب أمام النقد ما هو إلا نص فقط وليس شخصاً، وأنا أنادي بنظرية (موت المؤلف) في حال النقد، وقد رفعت شعار (النص.. النص وليس الشخص) بمعنى أن يتوجه الناقد بأطروحاته، وممارساته النقدية نحو النص فقط ويميت صاحب النص في حال القراءة النقدية الواعية.
وللعلم فإن النقد يتنافى ويتحسن كلما تطارح مع نصوص جيدة ومتميزة وبالتالي فإن الأدب والنص الأدبي يتنامى ويتحسن بناء على هذه العلاقة المزدوجة والمتحركة في آن.
ويتابع القول: أكرر أن المسألة النقدية يجب ألا تتحول إلى صراع بين الناقد والأديب وهنا تزول العلاقات الشخصية ويحل بدلاً عنها العلاقات العلمية الموضوعية/المنهجية وهنا يصبح (النقد الجريء) عوناً للنص الأدبي وتناميه وتطوره.
ويتابع: يفترض أن يكون الأديب صاحب همة وتعالٍ، وألا يشخصن المسألة النقدية ويعترف ذاتياً بأن النقد آلية للتطوير والتحسين وأن الناقد يتعاطى النص الأدبي بحيادية ومنهجية، وهنا تكون قابليته للنقد والآراء النقدية مرتفعة نحو الإيجاب والقابلية متجاوزاً عن كل سلبية.
ويؤكد العارف أن كثيراً من النقاد الأكاديميين عزفوا عن الأعمال الإبداعية للمبتدئين وتوجهوا بدراساتهم النقدية نحو الرموز والأدباء الذين تجاوزوا الدرس النقدي، وهذا يدعو النقاد الجدد إلى التعاطي مع الأعمال الإبداعية الشابة، ونترك للأكاديميين النقاد التنظير واستجلاب النظريات التقية الغربية، وتوطينها في المشهد الثقافي العربي.. أستطيع أن أقول إن هناك تطفل على النقد، فكلمة (التطفل) و(أدعياء النقد) لا تليق بالممارسات النقدية، لكن هناك مجاملات نقدية يمارسها بعض النقاد قد تسيء للمشهد الثقافي وتقلل الاهتمام بالنقد الفعال، وهنا تصبح الساحة الأدبية في سجال وتشرذم وصراع قد يضعف العلاقة بين الفريقين الناقد والأديب.

...

.

  1
  0
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
مواضيع قد تهمك
تجارب شخصيّة
ثقافةٌ صحيَّة
فلسفة
شعرٌ ونثر
قضايا الطفولة
قصصٌ وروايات
تطوير الذات
Crypto بالعربي
معارضٌ ولوحات
مجتمع وقضايا
نقدٌ وتاريخٌ فنّي