قصة رعب

05 يوليو  .   4 دقائق قراءة  .    855

قصة رعب

من افضل قصص الرعب 


*_إن كنت تعتقد أنَّ كلَّ الأساطيرِ المرويّةِ خرافةٌ، عليك أن تقرأ هذه أوّلًا._*

_ناصر الزعبي_

بعد مرورِ ما يقارب السنة على وفاةِ شقيقته، بقيَ فادي يعاني من ألمِ فراقها، سجَن نفسهُ عامًا كاملًا في غرفتِه، لا يرى ولا يكلّمُ أحدًا، حتى أبويه عجزا عن رؤيته، فكانت أمه تضع لهُ الطعام أرضًا وتذهب.
كان كثير الحب لها، وشديد الحنيّة، والأغرب أنها لم تمُت ميتة طبيعية بل انتحرت، ولانتحارها سرّ لا يعلمه إلا فادي، فقد كتبت لهُ رسالة قبلَ وفاتها.
بعد محاولاتِ أصدقائه الثلاثة المتكررة، قرَّروا هذه المرة أن لا يخرجوا من منزله إلا وهو معهم، فأرادوا إغراءه بأكثر أمرٍ يعشقه، ألا وهو المغامرة...
فكلمّوه من وراءِ بابِ غرفته وقالوا له:"بإحدى القرى البعيدةِ وعلى كتف واديها، يوجد جدولٌ صغير، من يشرب منه تُصبه اللعنات ويلقى حتفه، لقد قرّرنا خوضَ المغامرة والذهاب الى ذلك النهر اللعين وسنشربُ منه ونتحدى كل الأساطير، هل ستذهب معنا؟" 
فُتِح باب الغرفة، وبانَ فادي بابتسامة غريبة جدًّا، لم يستطعْ أحد من رفاقه تفسيرها معلنًا قبوله، وبفرحةِ أمّه الكبيرة، أخذت تشكرهم بحرارة...
وضَّب فادي أمتعته وجهّز حقيبته، وضع بها بعضَ الأشياء التي من الممكن أن يحتاجها خلال مغامرته، وجاءت ساعة الصفر...
اِنطلقوا جميعهم بضحكةٍ عارمة، غير آبهين للخطر الذي قد يلحق بهم، فمن الممكن أن تكون هذه المرة الرواية صحيحة، ويكون هذا النهر مسحورًا، ولكن عودة فادي لحياته الطبيعية أنستهم حجم خطورة هذه المغامرة. 
وصلوا القريةَ المقصودةَ وهي غابةٌ كبيرة كثيفة نائية، وبعد ساعات من السير وصلوا عصرًا إلى النهر المزعوم، كانوا مُرهقين تعبين، وأخذوا قسطًا من الراحة. 
فقال سامر:"هل أنتم مستعدون للشرب من هذا النهر الملعون؟" 
بدأَ التردد يظهرُ على وجوه الجميع، عدا فادي فكان أول من اغترف غرفة بيده، تبعه سامر، ثمّ شادي، وكان ثائر أكثرهم جُبنًا، فكاد أن يغيّر رأيه، ولكن خوفًا من سخرية أصدقائه تبعهم وشرب.
حلَّ الظلامُ، نصبوا خيمهم على ضفافِ النهر وأوقدوا نارًا ليطفؤوا بها صقيعَ الرّعبِ الذي سيطرَ عليهم...
من شدّةِ رعبهم كانوا يَرون الأشجار العملاقة أشباحًا، تحرك أغصانها فتزيدَ رعبهم، ويسمعون نعيقَ الغربان الذي ينذرهم بسوء عاقبة اتخذوها لهوًا.
الجميع يصارع النوم،الذي يقاطعهُ عواء ذئب مخيف،فلا ينجحون الا سهوا
بانَ الفجر، خرج الأصدقاء من خيمهم عدا ثائر، نادوه مرارًا وتكرارًا دون جدوى، دخلوا خيمته فلم يجدوه...



اقرأ أيضًا ضمن المواضيع التالية:

الشعر والنثر،

القصص والروايات،

التجارب الشخصيّة.


قال شادي:" لقد فعلها وهرب هذا الجبان!" 
دعونا منه، هيا بنا نتجوّلُ في القرية المشؤومة هذه...
ليقاطعه سامر:"ألا تذكر أيّها الغبي أنّنا قد شربنا من هذا النهر، هل حلّت لعنته على ثائر فاختفى أو ضاعَ في هذه القرية؟"
اِختلفت آراءهم حول كلام فادي الذي قال لصديقيه:"دعونا ننقسم فكل واحد منّا يسلكُ طريقًا نفتّش به عن ثائر ونلتقي بعد ثلاث ساعات هنا بنفس المكان" فرضخوا لرأيه أخيرًا...
مرّت الساعات الثلاثة وصل شادي أوّلًا ، وبعد دقائق وصل فادي... مرت نصف ساعة وسامر لم يصل، بانَ القلقُ على وجهيّ الصديقين. 
إشتدّ الخوف عليهما بعد انتظارهما ساعتين على اختفاء سامر،
عادا إلى المخيّم، عند وصولهما شهقَ فادي شهقة قصمت ظهره، وصرخ:"ساااامر"، وجدوه مقتولًا مرميًّا على الأرض، ومنكّلًا به، اِرتجف الصديقان خوفًا وقررا مغادرة القرية فورًا...
تركا أغراضهما وولّيا مدبرين، كان بكاؤهما يصل حدَّ النواح.
وصلا إلى مدخل القرية الذي دخلوا منه، لينصدما بصديقهما ثائر مشنوقًا ومعلقًا على الشجرة.
وقعا أرضًا من إثر الصدمة، ليستفيقا بعد برهة من الوقت وأعصابهما قد تَلفت...
إنهارا كانهيار جبل ضربته صاعقة...
بعد تعب وشقاء وصل كلٌّ منهما إلى منزله، دخل فادي غرفته مسرعًا بعد إخبار ذويه بما حصل، مانعًا أحدهم من دخول غرفته، لأنه يريد أن يستريح من عناء هذه الفاجعة... 
في صبيحةِ اليوم التالي خرجَ من منزله قاصدًا دارَ صديقه شادي الناجي الآخر من قدره، عند وصوله سمع صراخًا ونواحًا ليعلمَ أنّه وُجِدَ مقتولًا على سريره داخل غرفته...
توجّه فادي إلى قبر شقيقتهِ بأعصابٍ باردة، وابتسامةٍ هادئة وقف فوق قبرها وقرأ رسالتها الغامضة بصوتٍ مرتفع :
( أخي فادي، إنَّ أصدقاءك الثلاثة "سامر، ثائر، وشادي تناوبوا على اغتصابي وضربوني ضربًا مبرحًا، فلم أستطع المقاومة وما استطعت أن أعيش هكذا لذلك قررت الانتحار، أحبك).


  3
  5
 0
مواضيع مشابهة

06 يوليو  .  3 دقائق قراءة

  5
  8
 0

09 مارس  .  2 دقيقة قراءة

  3
  6
 0

04 نوفمبر  .  7 دقائق قراءة

  4
  8
 0

01 يناير  .  2 دقيقة قراءة

  1
  2
 0

01 سبتمبر  .  2 دقيقة قراءة

  2
  2
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال